تأثير التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين على ارتفاع أسعار الذهب نحو مستويات غير مسبوقة في الأسواق العالمية
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا، نتيجة لتزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى الرهانات المتزايدة على استمرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في سياسته التوسعية حتى نهاية العام، مما زاد من الطلب على هذا المعدن الثمين.
زيادة ملحوظة في أسعار الذهب والفضة
قفزت أسعار الذهب بنحو 5% منذ بداية الأسبوع، محققة ذروة جديدة تجاوزت 4,227 دولارًا للأونصة يوم الخميس، في استمرار للموجة السريعة التي بدأت منتصف أغسطس، كما امتدّت موجة الشراء إلى المعادن الثمينة الأخرى، حيث ارتفعت أسعار الفضة بأكثر من 3% يوم الأربعاء، بسبب نقص الإمدادات في سوق لندن.
توقعات بخفض الفائدة تدعم ارتفاع الذهب
يتجه المستثمرون إلى الرهان على خفض كبير محتمل في أسعار الفائدة الأميركية بحلول نهاية العام، ويشير رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى إمكانية خفض جديد بمقدار ربع نقطة مئوية في وقت لاحق من الشهر، حيث تسهم تكاليف الاقتراض المنخفضة في دعم أسعار الذهب والمعادن الثمينة، لعدم حصولها على فائدة.
تأثير الحرب التجارية على سوق الذهب
أشعل إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، دخول بلاده في حرب تجارية مع الصين، المخاوف من أضرار طويلة الأمد على الاقتصاد العالمي، مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، حتى مع اقتراح وزير الخزانة، سكوت بيسنت، تمديد فترة التريّث قبل فرض رسوم جديدة.
الإغلاق الحكومي الأميركي وتأثيره على الأسعار
ساعد الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية في تعزيز الطلب على الذهب، وذلك مع ما يُعرف بـ”صفقة تخفيض القيمة”، حيث يتجه المستثمرون بعيدًا عن الديون السيادية والعملات لحماية أصولهم من العجز المالي المتزايد، كما كانت مشتريات البنوك المركزية عامل دعم للارتفاع، حيث زادت أسعار الذهب بأكثر من 60% منذ بداية العام.
أوضح سعد رحيم، كبير الاقتصاديين في مجموعة “ترافيغورا”، أن جزءًا كبيرًا من الازدياد الحالي مدفوع بالشراء الفعلي، مشيرًا إلى أن البنوك المركزية تشتري كميات ضخمة، مما يعكس مخاوف من استدامة الديون وعدم الاستقرار، مما يجعل الذهب مخزنًا للقيمة وملاذًا آمنًا.
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 4,218.74 دولارًا للأونصة عند الساعة 8:48 صباحًا في سنغافورة، في حين تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.2% لليوم الثالث على التوالي، بينما ظل البلاتين مستقرًا، في حين شهد البلاديوم ارتفاعًا طفيفًا.
أزمة السيولة في سوق الفضة
يعاني سوق الفضة من نقص حاد في السيولة في لندن، مما أدى إلى سباق عالمي لشراء المعدن، حيث دفع أسعار الفضة الفورية لتجاوز العقود الآجلة في نيويورك، وقد بلغ سعر الفضة مستوى قياسيًا يتجاوز 53 دولارًا للأونصة هذا الأسبوع، واستقرت دون تغيير يذكر يوم الخميس.