تساؤلات تسيطر على الأسواق: سعر الذهب اليوم، وهل تتجاوز الأوقية حاجز الخمسة آلاف دولار قريبا؟

في تحديث بتاريخ 6 أكتوبر 2025، واصل الذهب صعوده القوي في الأسواق العالمية، مدفوعًا بعوامل اقتصادية وسياسية متعددة، ويقترب من حاجز 4000 دولار للأوقية، وسط توقعات ببلوغه مستويات قياسية جديدة في الفترة المقبلة. هذا الارتفاع الحاد في أسعار المعدن النفيس يأتي بعد سلسلة من التطورات التي عززت جاذبيته كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات، خاصةً في ظل التقلبات الجيوسياسية العالمية وتغير سياسات البنوك المركزية الكبرى وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت أسعار الذهب رحلة صعود قوية تضاعفت خلالها قيمته تقريبًا خلال أقل من عامين، مما يعكس تحولات عميقة في سلوك المستثمرين وتوجهاتهم نحو الأصول الآمنة بعيدًا عن تقلبات أسواق الأسهم والعملات. يستفيد الذهب تقليديًا من انخفاض أسعار الفائدة الذي يقلل تكلفة الاحتفاظ به، وارتفاع معدلات التضخم الذي يعزز دوره كمخزن للقيمة، وضعف الدولار الأمريكي الذي يزيد من جاذبيته للمستثمرين العالميين.

وفي الوقت الراهن، تتضافر هذه العوامل الثلاثة لصالح الذهب، فقد بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة خفض أسعار الفائدة، في وقت لا تزال فيه معدلات التضخم مرتفعة وتتجاوز المستويات المستهدفة، وتشهد الولايات المتحدة اضطرابات سياسية متزايدة، مما يهز الثقة في قوة الدولار ويعزز جاذبية الذهب كبديل آمن ومستقر. العامل الجديد هو العودة القوية للمستثمرين الأفراد إلى سوق الذهب، حيث سجلت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) تدفقات استثمارية ضخمة.

ما هي الأسباب الرئيسية وراء الارتفاع القياسي لأسعار الذهب؟

خفض أسعار الفائدة وتأثيره على أسعار الذهب

خفض أسعار الفائدة الأمريكية من قِبل الاحتياطي الفيدرالي قلل من تكلفة الاحتفاظ بالذهب مقارنة بالأصول الأخرى، مما جعله أكثر جاذبية للمستثمرين.

التضخم ودور الذهب كملاذ آمن

استمرار التضخم المرتفع في الاقتصادات الكبرى زاد من جاذبية الذهب كأداة للتحوط ضد تآكل القوة الشرائية.

تأثير ضعف الدولار على أسعار الذهب العالمية

ضعف الدولار الأمريكي نتيجة الضبابية السياسية والمالية في الولايات المتحدة عزز من جاذبية الذهب للمستثمرين العالميين.

الاضطرابات الجيوسياسية وارتفاع الطلب على الذهب

الاضطرابات الجيوسياسية العالمية دفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.

تزايد الطلب الاستثماري على الذهب

تزايد الطلب الاستثماري من صناديق المؤشرات (ETFs) والمستثمرين الأفراد في آسيا وأوروبا ساهم في ارتفاع الأسعار.

ما هي أسعار الذهب الحالية عالميًا ومحليًا؟

بلغ سعر أونصة الذهب عالميًا نحو 3950 إلى 3980 دولارًا في أحدث التداولات، مقتربًا من حاجز 4000 دولار للمرة الأولى في تاريخه. سجل سعر غرام الذهب عيار 24 في الأسواق المحلية العربية ما بين 254 إلى 260 دولارًا (وفقًا لتقلبات الأسعار اللحظية). أما الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في الأسواق، فتراوح بين 220 و225 دولارًا للغرام حسب الدولة وسعر الصرف المحلي.

إلى أين تتجه أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة؟

يتوقع محللو غولدمان ساكس وجي بي مورغان أن يتجاوز الذهب مستوى 5000 دولار للأوقية خلال عام 2026 إذا استمرت سياسات خفض الفائدة وتراجع الدولار. استمرار تدفق الاستثمارات المؤسسية قد يدعم الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط. أي استقرار سياسي عالمي أو تشديد نقدي مفاجئ قد يؤدي إلى تباطؤ في الصعود مؤقتًا.

هل يمكن أن نشهد تراجعًا في أسعار الذهب؟

احتمال التصحيح القصير وارد إذا لجأ المستثمرون إلى جني الأرباح عند ملامسة مستوى 4000 دولار. ارتفاع الدولار الأمريكي مجددًا أو زيادة عوائد السندات قد يضغطان على الذهب مؤقتًا. يرى الخبراء أن أي تراجع سيكون تصحيحًا محدودًا ضمن اتجاه صعودي طويل الأمد مدعوم بزيادة الطلب العالمي. حتى إن تراجعت الأسعار مرحليًا، فإن الذهب لا يزال في مسار تصاعدي استراتيجي حتى عام 2026.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *