تراجع أسعار الفحم الأوروبي يلامس القاع: أدنى مستوى في 19 شهراً يثير تساؤلات حول مستقبل الطاقة في القارة العجوز
شهدت أسعار الفحم في أوروبا انخفاضًا ملحوظًا لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ 19 شهرًا، مدفوعةً بالزيادة الكبيرة في إنتاج طاقة الرياح والطاقة النووية، مما قلل بشكل كبير من الاعتماد على هذا الوقود الأحفوري الملوث في مزيج الطاقة الأوروبي.
هبطت العقود الآجلة للفحم في روتردام، المؤشر القياسي لتسعير الفحم في أوروبا، بنسبة 1.2% لتسجل 100 دولار للطن الواحد اليوم (الخميس)، مسجلةً بذلك أدنى مستوى لها منذ شهر فبراير من العام الماضي، في إشارة واضحة إلى التوجه نحو مصادر الطاقة النظيفة.
يعكس هذا الانخفاض استمرارًا في اتجاه هبوطي لأسعار العقود الآجلة على مدار الأشهر الماضية، حيث تكتسب مصادر الطاقة المتجددة حصة سوقية أكبر بشكل متزايد، مما يؤثر على الطلب على الفحم.
وتشير الإحصائيات إلى تحول جذري في قطاع الطاقة الأوروبي، فقبل عقد من الزمان، كان الفحم يمثل ربع إنتاج الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، ولكن بحلول العام الماضي، انخفضت هذه الحصة بشكل كبير لتصل إلى أقل من 10% فقط، وفقًا لبيانات مركز أبحاث «إمبر» المتخصص في تحليل قطاع الطاقة.
وعلى الرغم من هذا التراجع الكبير، لا يزال الفحم يلعب دورًا كمصدر احتياطي للطاقة، وذلك بسبب الطبيعة المتقلبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تتطلب وجود محطات طاقة تعمل بالوقود الأحفوري لتلبية الطلب في الأيام الهادئة أو الغائمة.
تراجع أسعار الفحم: تحول الطاقة النظيفة في أوروبا
الطاقة المتجددة تدفع أسعار الفحم إلى أدنى مستوياتها
يعزى هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى التوسع الكبير في مشاريع الطاقة المتجددة، خاصةً طاقة الرياح والطاقة النووية، مما أدى إلى زيادة المعروض من الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الفحم كمصدر رئيسي لتوليد الكهرباء.
دور الفحم كمصدر احتياطي للطاقة
على الرغم من الاتجاه المتزايد نحو الطاقة المتجددة، يظل الفحم ضروريًا لتوفير الاستقرار في شبكة الكهرباء، حيث تعتمد عليه الدول الأوروبية لتلبية الطلب على الطاقة خلال فترات انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة، مما يجعله جزءًا من مزيج الطاقة على المدى القصير.
تأثير أسعار الفحم المنخفضة على الاستثمارات
قد يؤدي انخفاض أسعار الفحم إلى تقليل الاستثمارات الجديدة في مشاريع تعدين الفحم ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم، مما يسهم في تسريع التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.
