كتاب جديد يجمع بين نزار والغذامي: النصافي يبدع في رسم خريطة ثقافية مميزة
مقارنة نقدية بين نزار قباني وعبدالله الغذامي
يستعرض الشاعر والصحفي عبدالعزيز النصافي في كتابه “نار الخبز بين الغذامي ونزار”، الذي أصدرته مضامين للنشر والتوزيع، مقارنة نقدية تبرز الفروقات والتقارب بين عوالم الشاعر نزار قباني والناقد عبدالله الغذامي. يعتبر هذا العمل بمثابة رسالة انفتاح على فكر الرجلين وإحياء لذكراهما في الأذهان.
وفي مقدمة الكتاب، يعبّر الشاعر ياسر الأطرش عن رؤية واضحة، حيث يرى أن هذا المؤلف يمثل تكريماً لتجربتي كلا الكاتبين والأثر الذي تركاه في الأدب العربي. يسعى النصافي من خلال هذا الكتاب إلى تقديم محتوى يتجاوز حدود البحث الأكاديمي التقليدي، حيث يعتمد على التجربة الشخصية، والاقتباسات، والمقارنات التي تعكس رؤيته الفريدة.
تحليل أدبي شامل لتجارب نزار والغذامي
يشير النصافي إلى الدوافع التي جعلته يجمع بين الشخصيتين، مستنداً إلى نجاح مؤلفات الغذامي النقدية وانتشار قصائد نزار قباني في مختلف أوساط المجتمع العربي. وقد أشار أيضاً إلى بساطة الكتاب وعدم تصنيفه كبحث أكاديمي بالمعنى الاعتيادي، بل كقراءة متأملة تعكس تجاربه ووجهة نظره. يدمج الكتاب بين السرد والتحليل، إذ يبدأ المؤلف بسرد قصته الشخصية مع كلا الكاتبين، ثم يتناول تفاصيل حياة كل منهما، والبيئة الاجتماعية والثقافية التي أثرّت في تطور أفكارهما وأعمالهما.
يطرح النصافي بعض القضايا المثيرة للجدل، ويفتح النقاش حول مواقف الغذامي، حيث يدافع عنه أمام انتقادات الدكتور سامي العجلان، كما يستفسر عن بعض المواقف التي اتخذها نزار والتي يعتبرها متناقضة. يسعى النصافي إلى رسم خريطة ثقافية تنسجم بين صوت الشعر والنقد، مما يعكس مكانة نزار في الوجدان العربي وأهمية الغذامي في تطوير الدراسات الأدبية.
وفي سياق هذا الكتاب، لا يسعى النصافي إلى التمجيد المطلق لأحدهما، بل يكشف عن جوانب متعددة من التجربتين الأدبيتين، ملتزماً بمسار وسطي بين الإنصاف والمساءلة. يقدم الكتاب رؤية دقيقة وثقافية للقراء، ويعزز من فهم مكانة نزار وقيمته في الشعر العربي، إضافة إلى الدور الذي لعبه الغذامي في إعادة نظر الكثير من الأفكار النقدية التي كانت سائدة آنذاك، مما يجعل هذا الكتاب إضافة مهمة إلى المكتبة الأدبية العربية.