كشفت مصادر محلية مطلعة اليوم الثلاثاء عن تصعيد ميليشيا الحوثي لحملة جبايات قسرية واسعة النطاق تستهدف التجار وملاك العقارات في العاصمة صنعاء.

وتهدف هذه الحملة، بحسب المصادر، إلى توفير التمويل اللازم لتغطية التكاليف الباهظة لمراكزها الصيفية ذات الطابع الطائفي، بالإضافة إلى حشد موارد مالية إضافية لدعم مقاتليها في مختلف جبهات القتال.

وأكدت المصادر لـ"المشهد اليمني" أن عناصر الحوثي يقومون بإجبار أصحاب المحال التجارية والوحدات العقارية على دفع مبالغ مالية تحت ذرائع مختلفة، أبرزها "دعم المراكز الصيفية التعبوية" و"قافلة عيد الأضحى".

وتستخدم الجماعة هذه المراكز لتجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم وتعبئتهم بأفكارها المتطرفة، تمهيدًا للزج بهم في أتون المعارك لتعويض النقص المتزايد في صفوف مقاتليها.

وأرجعت المصادر هذا التصعيد في حملة الجبايات إلى التراجع الملحوظ في الإيرادات المالية للحوثيين، والذي جاء نتيجة للضربات الجوية المكثفة التي استهدفت ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة، بالإضافة إلى استهداف شبكات الاتصالات وانخفاض حركة السفن التجارية الواصلة إلى موانئ البحر الأحمر.

وأشارت المصادر إلى أن الجماعة تكبدت خسائر مالية كبيرة خلال الشهرين الماضيين، وذلك على خلفية تشديد الحصار الأمريكي على إيران، الذي بدأ في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وقد أدى هذا الحصار إلى توقف إمدادات الوقود والغاز الإيراني، التي كانت تدر على الحوثيين ما يقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويًا.

وقد أثارت هذه الممارسات القسرية سخطًا واستياءً واسعين في أوساط المجتمع والتجار في صنعاء، الذين يعانون بالفعل من أوضاع اقتصادية ومعيشية قاسية. ويرى الكثيرون في هذه الجبايات عبئًا إضافيًا يثقل كاهلهم ويزيد من معاناتهم في ظل الحرب المستمرة.