أثار طلب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إعفاء السفن الأمريكية من رسوم عبور قناة السويس ضجة واسعة في مصر، حيث وجه له محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري الأسبق، انتقادات حادة عبر منصات التواصل الاجتماعي. البرادعي وصف طلب ترامب بأنه "عبث قانوني" و"تزوير للتاريخ"، مشدداً على أن الولايات المتحدة لم تلعب أي دور في إنشاء قناة السويس.

إعفاء السفن الأمريكية... مزاعم ترامب المثيرة للجدل

في منشور على منصة "تروث سوشيال"، كان ترامب قد طالب بأن تُعفى السفن الأمريكية العسكرية والتجارية من رسوم المرور عبر قناتي السويس وبنما. وأشار إلى أن هاتين القناتين لم يكونا ليتم إنشاؤهما لولا الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية في تأمين الملاحة البحرية.

ترامب ذهب أبعد من ذلك في تصريحاته، حيث ذكر أن "السفن الأمريكية يجب أن تمر مجانًا عبر هاتين القناتين". وأضاف أن هذا الإجراء يجب أن يُنفذ على الفور عبر وزارة الخارجية الأمريكية. هذه التصريحات أثارت موجة من الانتقادات والدهشة في الأوساط المصرية.

البرادعي يرد: لا علاقة لواشنطن بالقناة

الرد جاء سريعًا من البرادعي، الذي أكد في منشور عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أن الولايات المتحدة ليس لها أي صلة تاريخية أو قانونية بإنشاء قناة السويس. وأوضح البرادعي أن الولايات المتحدة ليست طرفًا في اتفاقية القسطنطينية لعام 1888، التي تضمن حرية الملاحة في القناة، مضيفًا أن القناة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من سيادة مصر بعد تأميمها في عام 1956.

كما أكد البرادعي أن "طلب ترامب ليس له أساس قانوني ويعتبر تجاوزًا غير مقبول"، مشيرًا إلى أن القناة منذ تأميمها أصبحت ملكًا لمصر فقط، ولا مجال للتدخلات الخارجية فيها.

السياق التاريخي والموقف المصري

منذ تأميم قناة السويس في الخمسينات من القرن الماضي، دخلت القناة ضمن السيادة المصرية بشكل كامل، حيث تمّت إدارة الملاحة فيها من قبل السلطات المصرية. ورغم ذلك، كانت القناة دائمًا محط أنظار دولية، خاصةً مع مرور السفن الحربية والتجارية من مختلف الدول حول العالم.

وكان الموقف المصري حازمًا في الدفاع عن سيادتها على القناة، حيث تمت مواجهة محاولات سابقة للتدخل في إدارة القناة من قِبل قوى دولية. البرادعي أضاف أن القناة كانت ولا تزال مسألة سيادة وطنية بحتة.

الخلاصة

في النهاية، أكد البرادعي أن طلب ترامب يعد تجاوزًا غير مبرر، مشيرًا إلى أنه لا يستحق النقاش. وبهذا الرد، أعاد البرادعي التأكيد على أهمية السيادة المصرية على قناة السويس ورفض أي محاولات للتدخل أو المساس بحقوقها.