في مشاهد غير مسبوقة بعد انقطاع الكهرباء هزت أوروبا، حيث غرقت مدن كبرى في كل من إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا في ظلام دامس، يوم الإثنين، نتيجة انقطاع شامل ومفاجئ للتيار الكهربائي أصاب البنية التحتية بالشلل وأربك حياة ملايين المواطنين. 

فقد توقفت القطارات، وتعطلت إشارات المرور، وأغلقت محطات المترو، في وقت انخفضت فيه الرحلات الجوية بنسبة 20%، بينما لا تزال السلطات تبحث عن تفسير لما وصفته بـ"التذبذب القوي" الذي أصاب شبكة الكهرباء الوطنية بعد انقطاع الكهرباء.د

رئيس الوزراء الإسباني يطمئن: لا خلل أمني أو تأثير على المستشفيات بعد انقطاع الكهرباء

وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس الوزراء الإسباني إن انقطاع الكهرباء لم ينتج عن هجوم إلكتروني أو خلل أمني، وإن المستشفيات والمرافق الطبية واصلت عملها دون تأثر يُذكر، بفضل أنظمة التوليد الاحتياطي. 

وأضاف أن الحكومة الإسبانية قامت بتخفيض الرحلات الجوية بنسبة 20% كإجراء احترازي، إلى جانب إيقاف كامل لحركة القطارات في أنحاء البلاد، تفاديًا لمزيد من الارتباك أو الحوادث.

شبكة الكهرباء: التحقيق جارٍ ولا فرضية مستبعدة

من جانبها، أوضحت شركة ريد إلكتريكا المسؤولة عن إدارة شبكة الكهرباء الوطنية بإسبانيا، أن الحادث نجم عن تذبذب قوي مفاجئ في النظام الكهربائي لم تتضح أسبابه بعد، لكنها تعمل مع الفرق الفنية المتخصصة لتحديد مصدر الخلل وضمان عدم تكراره. 

وأكدت الشركة أن التيار بدأ يعود تدريجياً إلى المناطق الشمالية والجنوبية، فيما لا تزال مدن كبرى مثل مدريد وبرشلونة وفالنسيا تسجل اضطرابات متقطعة في التوصيل.

فوضى مرورية واتصالات معطلة في عدة مدن

وأدى انقطاع الكهرباء في جنوب أوروبا إلى توقف إشارات المرور وتعطل المترو في مدن مثل مدريد وبرشلونة، ما أجبر الآلاف على النزول من العربات واستكمال الطريق سيراً على الأقدام. كما شُهدت ازدحامات خانقة في الطرق السريعة بسبب تعطل الإشارات. 

إلى جانب ذلك، سجلت تقارير إعلامية حدوث انقطاع في خدمات الهاتف والإنترنت في مناطق متفرقة من إسبانيا، ما ضاعف من شعور السكان بالعزلة والقلق.

الاتحاد الأوروبي يتابع وفرنسا وأندورا تأثرتا أيضًا

وأشارت صحيفة لا فانجارديا الإسبانية إلى أن دولة أندورا الصغيرة تأثرت أيضًا بانقطاع التيار، إلى جانب جنوب فرنسا، لا سيما في المناطق القريبة من الحدود الإسبانية. 

وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه يتابع عن كثب تطورات الحادث، مؤكداً أنه على اتصال مباشر مع حكومتي إسبانيا والبرتغال لتقييم أبعاد الأزمة والمساعدة في التحقيقات الفنية الجارية.

أسئلة بلا أجوبة حتى الآن

ورغم تطمينات حكومات أوروبا بعدم وجود خطر أمني، إلا أن غموض الأسباب الحقيقية وراء هذا الانقطاع الواسع يثير تساؤلات ملحة، خاصة في ظل حديث رئيس الوزراء نفسه عن أن "كل الفرضيات مطروحة. 

تبقى أعين الأوروبيين مسلطة على نتائج التحقيقات، في وقت تحاول فيه الحكومات المعنية احتواء آثار الأزمة وإعادة الاستقرار لشبكاتها الحيوية في أوروبا.