نشر في باب نات يوم 28 - 04 - 2025

أفاد رئيس مجلس المنافسة، حسان القيزاني، ان قانون عدد 36 لسنة 2015 المتعلق بإعادة تنظيم المنافسة والأسعار بصدد المراجعة الجذرية حتى يكون قادرا على رفع التحديات ومواجهة شتى الصعوبات التي يمكن أن تواجهها تونس.
و أكد القيزاني، الاثنين، في تدخل له خلال الدورة التدريبية لدعم القدرات في مجال المنافسة المنعقدة بتونس، في إطار التعاون بين سلطات المنافسة التونسية ولجنة المنافسة للسوق المشتركة للشرق و الجنوب الافريقي "الكوميسا"، أن المنافسة هي بوابة عبور لاقتصاديات منفتحة في العالم وخيار استراتيجي لجلب الاستثمار وتحقيق التنمية الاقتصادية للدول، مبرزا ضرورة تضافر جهود مختلف البلدان لجعل التشاريع متلائمة ومنسجمة مع بعضها البعض.
وبين ان تونس تبذل الجهود اللازمة في إطار التنسيق والتعاون مع "الكوميسا"، لجعل التشاريع والتجربة التونسية تستجيب إلى المتطلبات الدولية، وذلك في سبيل تحقيق رؤية اقتصادية وتقدم اقتصادي افضل.
وقال المدير العام للمنافسة والأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة وتنمية الصادرات، حسام الدين التويتي، من جانبه، إنّ
سياسات المنافسة تلعب دورا هاما في مواكبة الانفتاح الاقتصادي بالسوق المشتركة "الكوميسا" ، وذلك لما توفره من ضمانات ودعامات لخلق مناخ أعمال حرّ وشفاف يساهم في تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي.
واردف ان سلطات المنافسة تواجه اليوم تحديات جسيمة لمجابهة التحولات التي يشهدها العالم على صعيد المناخ والتغيرات الجيوسياسية وما يرافقها من متغيرات اقتصادية وانعكاسات على سلاسل التزويد والأسعار واجراءات حمائية وتكتلات من شأنها التأثير على المنافسة في الأسواق.
وتابع موضحا ان رفع هذه التحديات والمخاطر، يتطلب مزيدا من اليقظة من طرف سلطات المنافسة، ويستوجب منها الرفع من قدراتها للارتقاء بأدائها والقيام بدورها التعديلي والرقابي على أحسن وجه من خلال تطوير السياسات والتشريعات وملاءمتها مع هذه المستجدات فضلا عن إنفاذها بتفعيل كل التدابير والأنشطة الممكنة في الجانب الوقائي والزجري والتحسيسي.
وشدّد التويتي على ضرورة تطوير التعاون والعمل المشترك مع الجهات الرسمية والهيئات الإقليمية لما توفره من أطر داعمة للمنافسة تسعى لمجابهة "الكارتلات" ومظاهر التعسف في استغلال الهيمنة والممارسات التجارية غير العادلة العابرة للحدود التي لها انعكاسات على الأسواق الوطنية والإقليمية.
وأعلن التويتي انه سيتم، على هامش هذا الملتقى الذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام، التوقيع على اتفاق إطاري للتعاون بين سلط المنافسة التونسية ومفوضية المنافسة ب"الكوميسا"، لمزيد تطوير سياسات وتشريعات المنافسة وإنفاذها مواكبة لمتطلبات الإندماج الاقتصادي بالسوق المشتركة ومجابهة لهذه المخاطر المستجدة.
ولاحظ أن هذه الدورة التدريبية ستساهم في مزيد فهم واقع المنافسة ومستجداتها وتعزيز القدرات للطرفين على رصد الممارسات المخلة بالمنافسة والمقيدة لها وتتبعها من خلال الاستفادة المتبادلة من تجربة الطرفين ومن الخبرات الحاضرة بهذا الملتقى.
وأفاد التويتي، في سياق متصل، أن تونس ستحتضن بعد هذه الورشة التدريبية فعاليات الاجتماع 34 لمجلس المفوضين "للكوميسا" من 1 إلى 3 ماي 2025، وهو ما يعتبر فرصة هامة لتونس لتبرهن عن الإرادة القوية لتطوير التعاون مع بلادنا لدعم المنافسة في السوق المشتركة ومناصرة كل القضايا المتعلقة بها.
واوضح ان احتضان تونس لهذا الاجتماع يترجم، ايضا، رغبة متبادلة تنصهر في صميم إن الإرادة الوطنية لتونس، التي تعكس تمسكها بعدها الافريقي وحرصها الشديد على تعزيز الاندماج الاقتصادي فيه وبصفة خاصة تعزيز التجارة والاستثمار في السوق المشتركة لشرق و جنوب إفريقيا .
يذكر أن منظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا "الكوميسا"، تعدّ اكبر تجمع اقتصادي إقليمي في قارة افريقيا يصل الى 21 دولة يزيد عدد سكانها عن 640 مليون نسمة ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي اكثر من تريليون دولار.
ويضم التجمع في عضويته كلا من تونس ومصر وبورندي وجزر القمر والكونغو الديمقراطية واريتريا ودجيبوتي واسواتيني واثيوبيا وكينيا وليبيا ومالاوي ومدغشقر وموريشيوس ورواندا والسيشل والصومال والسودان واوغندا وزمبيا وزمبابواي.

.