برعاية وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، أقيم حفل افتتاح حاشد لمعرض الكتاب العربي العاشر في فرع الجامعة الإسلامية في لبنان في صور، الذي نظمته جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية. حضر الافتتاح إلى جانب الشيخ الخطيب كل من عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس، وممثل عضو البرلمان اللبناني الدكتورة عناية عز الدين، السيد علوان شرف الدين، ورئيس اتحاد بلديات قضاء صور المهندس حسن دبوق، والمسؤول التنظيمي لحركة أمل في إقليم جبل عامل المهندس علي إسماعيل، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور اللواء توفيق عبد الله، وسفير السلام العالمي حسين غملوش، والقيادات الفلسطينية، والفعاليات والشخصيات الرسمية والشعبية والحزبية والروحية، ومدير الجامعة الإسلامية في صور الدكتور غسان جابر.

وتخلل الافتتاح آيات من الذكر الحكيم تلاها محمد راشد عطية، ثم النشيد الوطني اللبناني. قدم الاحتفال رئيس الحركة الثقافية في لبنان، الشاعر الدكتور بسام بزون، بكلمة أشاد فيها بالعلامة الخطيب ودوره الوطني المشرف في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان.

وألقى رئيس جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية، الكاتب الدكتور عماد سعيد، كلمة شكر فيها العلامة الخطيب على رعايته لهذا المعرض الذي يحمل عنوان “تحية من جنوب لبنان إلى غزة: وحدة المصير والمسار”، مستعرضًا أهداف المعرض، داعيًا إلى إعادة إعمار جبل عامل، مشددًا على أهمية الكتاب في هذا الظرف.

وندّد الدكتور سعيد بالعدوان الصهيوني على لبنان وغزة، مؤكدًا أن فلسطين هي القضية المركزية للعرب والمسلمين والأحرار في العالم، ولن نتخلى عن دعمها.

وألقى صاحب الرعاية، العلامة الخطيب، كلمة استهلها بتوجيه تحية إلى جميع الحضور، والدكتور عماد سعيد، ومن خلاله إلى جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية. كما حيا مدينة صور وأهلها وأمهات وآباء الشهداء، وكل أهالي صور الذين احتضنوا الإمام السيد موسى الصدر، الذي زرع فيهم هذا الحب والتعاون والعيش الوطني الواحد، وثقافة الانفتاح والمحبة والمعرفة. هذه الثقافة الأصيلة في صور، قام الصدر بغرسها وظهَرَها لكل لبنان والعالم، وكان داعيًا لكل لبناني كي يحمل هذه الثقافة ثقافة القبول بالآخر والانفتاح عليه بصفته الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى.

وأضاف: “إنها ثقافة الخير والمعرفة الحقة التي تنعكس على أفعالنا في الخارج وفي كيفية تعاطينا مع بعضنا البعض ونظرتنا للآخر. وينبغي أن تنطلق الثقافة من مبدأ الإنسان، فالديانات هي الفطرة والقيم الإنسانية التي تشترك فيها البشرية جمعاء.”

وقال سماحته: “مرة أخرى، أحيي جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية والكاتب الدكتور عماد سعيد، وأتمنى أن تتكرر هذه الافتتاحيات، وخصوصًا في لبنان الذي شوهت فيه الأديان والثقافة والمذاهب، وأفرغ البعض الدين من مضمونه، وقالدين يجمع ولا يفرق. يجب أن يكون الناس أخوة لبعضهم البعض، وليس أعداء لبعضهم.”

ودعا سماحته إلى رفض الثقافة الغربية الاستعمارية التي تهدف لخدمة الكيان الصهيوني ليبرر عنصريته ووجوده. “إنه كيان يهودي يعمل ليصنع كيانات أخرى في محيطه. وهذا هدف المشروع الصهيوني في إقامة كيانات متناحرة ممزقة حوله.”

وشدد الخطيب على أن الثقافة هي التي تقاتل، وأن المقاومة ثقافة ومعرفة وفعل إنساني لاستمرار الحياة في مواجهة أعداء الحياة. وأشار إلى أن كل ثقافة تبتعد عن القيم الإنسانية وتعاندها هي ثقافة تميت الحياة وتقطع الصلات بين المجتمعات كافة. “إن معرض الكتاب اليوم هو معرض حياة لنا من أجل أن نقرأ ونفهم ونتدبر، داعيًا إلى القراءة والتدبر والتفكر وعدم الأخذ بالثقافة السطحية التي تنشرها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل. والمطلوب هو أن تكون ثقافتنا عميقة، وهذه الدعوة نوجهها إلى النخب الثقافية، ولاسيما أن الحرب الثقافية هي الأساس والأهم. ونحن في لبنان جميعًا نحمل نفس الثقافة والتاريخ، وعلينا أن نحمي تاريخنا وثقافتنا ونقف في مواجهة محاولات التفريق والتقسيم، وأن نشدد على ترسيخ الوحدة الوطنية والعيش المشترك.”

وختم سماحته كلمته شاكرا جمعية هلا صور والحضور جميعًا، “وأتمنى المزيد من التوفيق لكم لتحقيق المزيد من الاجتماع والتعاون والتلاقي على الخير والمعرفة.”

بعد ذلك، قام الشيخ علي الخطيب بقص شريط افتتاح المعرض، ثم جال على أجنحة المعرض من الكتب والإصدارات. كما زار جناح فلسطين وتم تقديم الكوفية الفلسطينية له، إضافة إلى درع معرض الكتاب العربي العاشر، الذي قدمه له الدكتور عماد سعيد تقديرًا وشكرًا لسماحته على رعاية المعرض الذي تحول إلى تظاهرة وطنية ثقافية في صور والجنوب اللبناني.

المصدر: موقع المنار