صحفي يشن هجوماً لاذعاً على نهج الأمم المتحدة في الأزمة اليمنية: ”سلام دون كرامة ليس حلاً مستداماً”

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صحفي يشن هجوماً لاذعاً على نهج الأمم المتحدة في الأزمة اليمنية: ”سلام دون كرامة ليس حلاً مستداماً”, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 01:25 صباحاً

وجه الصحفي اليمني البارز همدان العليي انتقادات واسعة النطاق لنهج الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمة اليمنية، متهماً المنظمة الدولية بفرض حلول سياسية تتجاهل جذور الحرب العميقة، مما يهدد بتكرارها وإعادة إنتاج المعاناة الإنسانية التي عاشتها البلاد طوال السنوات الماضية.

جاء ذلك في منشور مطول على منصة "إكس"، حيث وجه رسالة مباشرة إلى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، محذراً من أن السلام الذي يُبنى على حساب كرامة اليمنيين لن يكون مستداماً، بل قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها.

انتقادات للنهج الأممي: فشل في تحقيق الحلول

استهل العليي منشوره بالإشارة إلى فشل الأمم المتحدة في إقناع جماعة الحوثيين بتنفيذ قراراتها، خاصة القرار الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحاب الجماعة من المؤسسات الحكومية، تسليم السلاح، وإطلاق المختطفين. وأكد أن المنظمة الدولية لا تزال تتعامل مع الأزمة اليمنية بنفس النهج "الفاشل" الذي أثبت عدم جدواه عبر السنوات السابقة. وأشار إلى أن استمرار هذا النهج يفرض واقعاً غير عادل على الشعب اليمني، ويتجاهل الحاجة إلى معالجة الأسباب الجوهرية للصراع.

وأوضح الصحفي اليمني أن الحرب في بلاده ليست مجرد صراع سياسي، بل هي مواجهة مع "جماعة عنصرية طائفية" – في إشارة إلى جماعة الحوثيين – تؤمن بحقها الحصري في الحكم وتستند إلى أيديولوجيا تقوم على فكرة "الولاية السلالية". وأوضح أن هذه الجماعة تمارس القتل، التهجير القسري، التجويع، والإخفاء القسري، بالإضافة إلى زراعة الألغام بشكل عشوائي وتجنيد الأطفال، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب.

رسالة مباشرة للمبعوث الأممي: هل يمكن تحقيق السلام مع جماعة تؤمن بالحكم "حقاً دينياً وسلالياً"؟

في رسالته المباشرة إلى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، تساءل العليي عن إمكانية تحقيق سلام دائم مع جماعة ترى الحكم حقاً دينياً وسلالياً، وتنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج. واستشهد بسلوك الحوثيين الذي يشمل الفصل العنصري والإبادة الثقافية، مؤكداً أن هذه الممارسات تجعل من الصعب الوثوق بأي تعهدات أو اتفاقات يتم توقيعها معهم.

وشدد على عجز الأمم المتحدة حتى الآن عن حماية موظفيها المختطفين لدى الحوثيين، متسائلاً بسخرية عن قدرة المنظمة الدولية على ضمان تنفيذ أي اتفاق لحماية حقوق الشعب اليمني. واستحضر اتفاق ستوكهولم كمثال واضح على عدم احترام الحوثيين للاتفاقات، حيث لم يتم تنفيذ بنوده بشكل كامل، وأصبح رمزاً لفشل الجهود الدبلوماسية.

دعوة إلى ضمانات حقيقية لتحقيق السلام

طالب العليي بضرورة وضع ضمانات حقيقية لأي عملية سلام مستقبلية، تتضمن المواطنة المتساوية، العدالة الاجتماعية، وتجريم العنصرية المرتبطة بما وصفها بـ"خرافة الولاية" التي تُعتبر أحد الأسباب الرئيسية للحرب.

وأشار إلى أن السلام لا يمكن أن يُبنى على التخلي عن المساواة والكرامة، معبراً عن ذلك بكلمات الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان: "السلام لا يأتي دائماً عبر الحوار فقط، بل قد يتطلب فرضه بالقوة ضد الجماعات العنصرية"، في إشارة إلى تجارب تاريخية مثل مواجهة النازية.

رفض التسويات المجحفة وتأكيد التمسك بالكرامة الإنسانية

وختم العليي منشوره برفض أي تسوية سياسية تتجاهل الحقوق الأساسية للشعب اليمني، مؤكداً تمسكه بالمادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أن "الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق".

ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى العمل على تحقيق سلام حقيقي يحمي كرامة اليمنيين ويضمن مستقبلاً آمناً للأجيال القادمة، بعيداً عن الحلول المؤقتة التي لا تعالج جذور الصراع.

ردود فعل متباينة

لاقت تصريحات العليي تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أيد العديد من المغردين وجهة نظره، مؤكدين أن الحلول السياسية الحالية لا تعالج الأسباب العميقة للحرب.

بينما أعرب البعض الآخر عن قلقهم من أن تبني مثل هذه اللغة الحادة قد يعقد الجهود الدبلوماسية الجارية، داعين إلى التركيز على الحوار والتوافق بدلاً من التصعيد.

وفي ظل استمرار الأزمة اليمنية، يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع الأمم المتحدة تغيير نهجها والتعامل مع الأزمة بأسلوب أكثر شمولية وعدالة؟ أم أن الوضع الحالي سيظل يراوح مكانه، ليستمر الشعب اليمني في تحمل تبعات الحرب بلا نهاية تلوح في الأفق؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق