فى اليوم العالمى للملكية الفكرية.. هل التاريخ فى خطر.. تراث الرموز الفنية ونجوم الزمن الجميل عُرضة للانتهاك والاستغلال

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فى اليوم العالمى للملكية الفكرية.. هل التاريخ فى خطر.. تراث الرموز الفنية ونجوم الزمن الجميل عُرضة للانتهاك والاستغلال, اليوم السبت 26 أبريل 2025 04:08 مساءً

ظاهرة بيع الفنانين أصواتهم لشركات الـ«Ai» كارثة تهدد الصناعة

لا بد من قوانين تنظم استخدامات الذكاء الاصطناعى حفاظا على الأغنية المصرية من الضياع

 

عرفنا لعقود طويلة ظاهرة قرصنة الأعمال الفنية، فى المعتاد يسطو اللص على الأغنية بعد إصدارها، وفى حالات استثنائية كان يتوصّل إليها قبل إذاعتها، ويطرحها على المنصّات الرقمية مُتربّحا منها على حساب صنّاعها الأصليين، الخطر الآن يتخذ بُعدا مُغايرا، فلم يعد الأمر محصورا فى أغنية أو ألبوم أو حتى تراث الفنان بكامله، بل يمتدّ إلى قرصنة الصوت والصورة والبصمة الإبداعية الفريدة، سرقة الشخص لا المُنتج، السطو على الموهبة بكاملها، وتلفيق أعمال لا يعرفها أصحابها ولم يُقرّروا أن يوقّعوا عليها.

 

والخطورة هنا ليست فى مُجرّد الربح غير المشروع، أو التعدّى على حقوق إبداعية ثابتة لأصحابها بالأصالة دون غيرهم، لكن الأخطر أن الأمر يُهدِّد بإهانة الرموز والحطّ من قيمتهم، وإدخال الخداع على الناس بشأن تراث عمالقة الموسيقى والغناء، وربما وضع كلمات ومواقف على ألسنتهم غير ما كانوا يُحبّون لأنفسهم، وبما ينال من مكانتهم الرفيعة فى نفوس محبيهم.

 

 

وفي اليوم العالمي للملكية الفكرية، نرصد خلال هذا التقرير العلاقة بين الذكاء الاصطناعي ومدى تجاوزه في انتهاك هذه الحقوق، في ضوء التغيرات العديدة  التي طرأت على صناعة الموسيقى، التى لم تنجُ من التطورات المتلاحقة لاستخدامات الذكاء الاصطناعى، التى قلبت موزاين هذه الصناعة، وخلقت إشكالية كبرى مابين حقوق الملكية الفكرية، والاستفادة من التطور التكنولوجى فى صناعة الأغنية.

 

رعب استنساخ الأصوات

هذا التوسع فى استخدامات الذكاء الصناعى، جعل عملية استنساخ الأصوات تثير حالة من الجدل، فبات بمقدور المتحكمين فى هذه البرامج استعادة أصوات نجوم الزمن الجميل وتركيبها على أغانٍ حديثة، وبالفعل ظهرت بعض المقطوعات الغنائية لمطربين من الماضى كالعندليب الأسمر وهو يتغنى للهضبة عمرو دياب، جاءت هذه المقاطع لتثير السخرية لدى البعض، لكننا لا يمكن أن تمر علينا هذه الواقعة مرور الكرام، خاصة إنها قادرة على تغيير صناعة الموسيقى ومستقبلها بالكامل.

 

هل صناعة الموسيقى مُهدّدة؟

وأكدت تقارير أجنبية، أنه فى ضوء تحسن الذكاء الاصطناعى، فإنه يشكل بعض التهديدات لمجتمع الموسيقى، ما يتعين على المتخصصين فى الصناعة معالجة المشكلات المتعلقة بذلك، خاصة مع طرح أغانى تنسب لفنانين ومطربين، لكن الصدمة الكبرى أن هؤلاء الفنانون لم يسجلوا هذه الأغانى بأنفسهم، ومن الأمثلة على ذلك أغنية «Heart On My Sleeve» والتى جمعت بين مطرب الراب «دريك» والمطرب «ذا ويكند»، فقد فوجئ المطربان بأن صوتيهما على هذه الأغنية التى لم يعلما عنها شيئا.

 

انتهاك الحقوق وغياب التفرّد

ولم تقتصر خدع الذكاء الاصطناعى عند ذلك، بل إنها تعد جريمة وانتهاكا لحقوق الطبع والنشر، الأمر لن يتوقف عن الاعتداء على حقوق هؤلاء المطربين وصناع الموسيقى، بل إننا أمام خسارة حقيقية لهذه الصناعة، مع خسارة مؤكدة أيضا للإبداع البشرى والأصالة، خاصة أن الموسيقى التى يولدها الذكاء الاصطناعى يمكن أن تكون مثيرة للإعجاب، إلا أنها تفتقر إلى عمق المشاعر والتجارب الشخصية التى يجلبها الموسيقيون البشريون إلى مؤلفاتهم.

 

ومن أحد مخاطر استخدامات الذكاء الاصطناعى، أيضا على الموسيقى، أنه يمكن أن يؤدى خطر التجانس والإفراط فى تشبع المسارات المماثلة التى يولدها الذكاء الاصطناعى إلى تراجع فى تفرد وتنوع التعبير الموسيقى.

 

مخاطر الذكاء الاصطناعى تشكل خطرا على الأموات من مطربى زمن الفن الجميل، أكثر من الأحياء، فمن يضمن الحفاظ على حقوق نجومنا من الزمن الماضى، مثل أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وشادية، ومحمد عبدالوهاب، خاصة أن ابتكار برامج تنجح فى استنساخ الأصوات بطرق متطورة، قد يجعلنا نرى كوكب الشرق تغنى يوما ما أغانى مهرجانات أو راب، وقد نرى العندليب يغنى لأغان من إنتاج الألفينات، الأمر لا يتعلق فقط بسلب حقوق نجوم الزمن الجميل والسطوة على حقوق الملكية فقط، بل يتعلق بتحد كبير وهو الحفاظ على تراث الأغنية المصرية ورونقها، والحفاظ أيضا على عظمة هذه الرموز الفنية التى سطرت تاريخ الفن العربى وتركوا بصمات موسيقية فى صناعة الطرب والغناء، لازالت تدرس حتى وقتنا الحالى، فالأمر بات يتعلق بكيفية الحفاظ على تراث الماضى من عبث الحاضر.

 

السطو بالذكاء الاصطناعى

 

وفى ظل هذه المخاوف، تأتى تساؤلات البعض عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعى فى صناعة الموسيقى وتحديدا فى السطو على أصوات الفنانين، فقد كشف باحثون فى استخدامات الذكاء الاصطناعى، أن الأمر يحتاج إلى كميات هائلة من البيانات الصوتية للتدريب عليها، حيث يحدث هذا على مستوى الإدخال، ثم تتم معالجة البيانات فى نموذج الذكاء الاصطناعى، فهو عبارة عن صندوق أسود تتم فيه معالجة معقدة لملفات الصوت، فى النهاية، يتم إخراج البيانات فى شكل مؤلفات وكلمات وتسجيلات موسيقية.

 

 

خطر الهولوجرام

استنساخ الأصوات الناشئ من برامج الذكاء الاصطناعى، ليس الخطر الوحيد، خاصة مع التوسع فى استخدام فى تقنية الهولوجرام، هذه التقنية التى أعادت أم كلثوم للمسرح مرة أخرى، فبات بمقدورك وأنت فى عام 2024 حضور حفلة للست كوكب الشرق والاستمتاع بروائعها الفنية وصوتها القوى، كل هذا التطور السريع والمتلاحق فى عالم التكنولوجيا والمؤثرات البصرية، يزيد من المخاطر على صناعة الموسيقى، فمع توفر صوت المطرب وسهولة استنساخه مع توافر هذه التقنية البصرية، قد لا نكون فى حاجة إلى مطربين أو مؤلفين موسيقين أو حتى ملحنين وعازفين، الأمر يتوقف فقط على مدى قدرتك لتطويع الذكاء الاصطناعى لإنتاج أغان وإقامة حفلات جماهيرية، بأقل تكلفة، ما يعنى ضياع مستقبل هذه الصناعة وكل مكوناتها فى القريب العاجل.

 

 

غناء بدون مطربين

تقنية «الهولوجرام» عبارة عن صور تجسيمية تعتمد على تقنية تتيح إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها المختلفة فى الفضاء المطلق، حيث تعتمد على الموجات الضوئية التى تتولى مسؤولية التصوير ثلاثى الأبعاد للأجسام بكفاءة عالية، فهى عبارة عن عرض مرئى يقوم بإعادة إنشاء الصورة بطريقة عالية الجودة، لتطفو الصورة فى الهواء كمجسم هلامى ثلاثى الأبعاد، ويظهر كطيف مـن الألوان يتجسد على الشكل المراد عرضه.

 

 

فرصة الموسيقى من الـ«AI»

رصد مخاطر الذكاء الاصطناعى على الموسيقى، لا يعنى عدم وجود إيجابيات حقيقية يمكن للقائمين على تلك الصناعة استغلالها والاستفادة منها، فهو قادر على اكتشاف أنماط واتجاهات مختلفة فى كميات هائلة من البيانات التى لا يستطيع البشر رؤيتها، وهذا يسمح للفنانين والمبدعين بمعرفة الأغانى التى يجب الترويج لها ومتى يتم الترويج لها للحصول على أفضل رد فعل، ويمكن للذكاء الاصطناعى حتى التنبؤ بما إذا كانت الأغنية ستحقق نجاحا تجاريا أم لا؟ وتحليل مشاعر الجمهور أيضا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق