وكشفت دراسة حديثة أجريت على توائم متطابقة أن حنان الأم لا يترك أثره فقط في الطفولة، بل يظل يرافق الإنسان حتى مراحل البلوغ. هذه الدراسة سلطت الضوء على الفروقات الواضحة في الشخصية بين الأشقاء الذين نشأوا في بيئة غنية بالحب والاهتمام، وأولئك الذين حرموا من هذا العطف رغم تشابههم الوراثي التام.

النتائج أظهرت أن الأطفال الذين تلقوا رعاية عاطفية مكثفة من أمهاتهم" كالعناق الدافئ، وطقوس ما قبل النوم مثل رواية القصص – تطوروا ليصبحوا بالغين أكثر انفتاحًا على الآخرين، وأكثر وعيًا ولطفًا. بينما أظهر أشقاؤهم، الذين لم يحظوا بنفس المستوى من الحنان، سمات شخصية أقل إيجابية.

الحنان.. استثمار طويل الأمد
تعلّق الدكتورة جاسمين ويرتز، الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة من جامعة إدنبرة،"سمات الشخصية ليست مجرد صفات عابرة، بل هي مؤشرات حقيقية على مدى نجاح الفرد في حياته الدراسية، والمهنية، وحتى في حالته الصحية والنفسية."

وأضافت "تشير معطياتنا إلى أن خلق بيئة أسرية دافئة خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، يمكن أن يحدث تغييرًا ملموسًا في بناء الشخصية – تغييرًا قد يبدو صغيرًا، لكنه عميق ومستمر على المدى الطويل.

نتائج هذه الدراسة، التي نشرتها منصة "ستادي فايندز"، تعد من أقوى الأدلة حتى الآن على الأثر العميق الذي تتركه أساليب التربية في مرحلة الطفولة المبكرة على شخصية الإنسان. وقد حان الوقت لإعادة النظر في كيفية تعاملنا مع الأطفال، وتقدير الدور الكبير الذي تلعبه الأم، ليس فقط في الرعاية الجسدية، بل أيضًا في تنمية الجوانب النفسية والعاطفية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل