نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من ذكريات وادي عبقر, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 09:45 صباحاً
من القصص التي عشتها ولا أنساها ما حييت أنني ذات مرة ذهبت إلى مقيل لمجموعة من الشعراء في صنعاء، وكان المقيل عاديا لكن حين أقبل الليل أسدلوا الستائر ورفضوا إضاءة المكان، لأن الضوء بحسب قولهم: يشتت الذهن ويعيق الخيال عن الذهاب إلى وادي عبقر، فالخيال يعشق الظلام ويسرح ويمرح ويبرطع في الليل البهيم الأظلم.! ????
كانوا في كل وادي يهيمون في تلك الساعة السليمانية وقد أعدوا أوراقهم وأقلامهم وتعودوا على الكتابة في الظلام في مشهد غريب جدا فوجئت به.!????
أحدهم أطلق خياله وظل يطارد الإلهام ليكتب قصيدة، يتنهد ويقول:
_ محبوبتي تلك التي ... ثم يسكت.!
لقد عصلجت معه القصيدة، رغم أنه حاول يجي لها من هنا أو من هنا لكن خياله تعطل ولم يخط خطوة باتجاه وادي عبقر.????
وشغلنا بمحبوبته تلك التي..!
وظل يكررها:
_ محبوبتي تلك التي...
فأجبته:
_ عبثت بكل مشاعري.
_ أيوه صح.
وصاح فرحا لأنني قد خارجته من زنقة مطلع القصيدة فرمي إلي بحزمة من القات، رماها بقوة فأخافني ونكزني فقد كنت غافلا يهيم خيالي في أودية شتى، وقد ستر الله ما جاءت رميته في عيني وإلا كانت قد أطفئت أنوارها إلى الأبد.! ????
يعني من أول يوم أتبع فيه الشعراء وأصبح من الغاوين بدل ما أرجع إلى البيت أذهب إلى المستشفى.!
ثم عاد ذلك الشاعر يطارد الإلهام ويشغلنا:
_ سجلت قلبي باسمها ولوحدها..
_ سجلت قلبي..
_ سجلته..
وظل يسجل قلبه مرارا، وعصلج عليه الإلهام مرة أخرى.!
فأجبته:
_ وكتبت أحرف اسمها بدفاتري.
_ أيوه صح..
صاح فرحا لأنني أنجدته مرة أخرى فرماني بحزمة أخرى من قاته رمية فارس في معركة ولا كأننا في معارك داحس والغبراء، ولطف الله على عيوني مرة ثانية فقررت أن لا أنجده للمرة الثالثة لأن الثالثة ثابتة كما يقولون.????
وبينما كان أولئك الشعراء يجولون بصمت في وادي عبقر عاد ذلك الشاعر يقول:
_ واذا بها هذا المساء تقول لي:
تقولي لي..
تقول لي إيش؟
تقول لي إيش ؟
تقولي لي إيش يا طويل العمر؟
ولم يدر ماذا تقول له ؟!
ويبدو أنها كانت تقول له باللغة الروسية ومعرفته بها كمعرفة جدتي بالفيزياء النووية.! ????
ودفعني الفضول لأن أكمل:
_ أنت الذي دوما يجيء بخاطري.
قلتها وأسرعت أغطي عيوني بيدي لأني أعلم أن الضربة القادمة لن تفوتهن.????
فصاح بكل صوته:
_ الله الله الله عليك..
وشدخني بالحزمة الثالثة فكانت كأنها رجمة بحجر قصفني بها بين العيون لكنني كنت قد أخذت احتياطاتي وتصديت لها.????
بعدها قال عدة أبيات بالشراكة مع العبد لله ثم رجمني بما بقي من قاته فجمعت حزم القات وأستأذنت.
ثم غادرت وادي عبقر وأنا أتحسس طريقي في الظلام الحالك، غادرت مع صديقي الشاعر الذي جاء بي إليهم.
وحين وصلنا شارع المطاعم تعشيت مع ذلك الشاعر الذي أقسم بالله أن أذهب معه إلى منزله لنكمل السمرة.
وقد ذهبت معه وفوجئت به يعيش وحيدا فسألته:
_ لماذا تعيش لوحدك ؟ لماذا لم تتزوج ؟
فتنهد وأجابني:
_ خطبت إحداهن ثم سألتها:
من القائل:
_
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
فلم تجب.!
ثم سألتها:
من القائل:
_ الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا
فلم تجب. فتركتها وتركت النساء.
وبقيت أعيش مع الحبيب.
فقلت:
_ صلوات ربي وسلامه عليه..
فقال:
_ لا أقصد الحبيب المصطفى وإنما أقصد الحبيب المتنبي، فوالله ما فارقني لحظة في سفر ولا حضر، وقد خصصت له الغرفة المجاورة.????
فقلت:
_ يعني المتنبي يعيش الآن في تلك الغرفة ؟
_ نعم وفيها ينام ويصحو، وأحيانا يأتي ويسامرني هنا.
وهمس لي كأنه يفشي لي أهم أسراره:
_ تعرف من سامرني بالأمس؟
_ أكيد أبو تمام.
_ لا المعتمد بن عباد.
_ قل والله.
_ قسما بالله.
وأدركت حينها أن الوضع ما يطمئن فانتهزت فرصة ذهابه إلى أبي الطيب المتنبي وحملت أشيائي وفررت قبل أن يأتي مع بقية الشعراء.
????????????????
*قصة قصيرة
0 تعليق