حرم جامعي في الضفَّة الغربيَّة يتحوَّل إلى مأوى للنازحين

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرم جامعي في الضفَّة الغربيَّة يتحوَّل إلى مأوى للنازحين, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 01:26 صباحاً

يركض عشرات الأطفال في ساحة جامعة مهجورة، باتت مأوى لمئات العائلات الفلسطينيَّة التي نزحت من منازلها، مع بدء عمليَّة عسكريَّة إسرائيليَّة في مخيم جنين. وبعد أنْ كانت تعجُّ بالطلبة قبل بضعة أشهر فقط، تحوَّلت بعض هذه الأبنية إلى مساكن لعائلات نازحة تكتظُّ داخل شقق صغيرة، كانت تُستخدم في السابق كمساكن للطَّلبة.

وبعد انقطاعهم عن الدِّراسة في أعقاب صدور أوامر من الجيش الإسرائيلي بإخلاء مخيم جنين، قبل أكثر من شهرين، لا يجد الأطفال متنفسًا غير اللَّهو بين ملعب رياضي، وحقول الزهور المحيطة بالحرم الجامعيِّ.

ويستذكر محمد شلبي (53 عامًا) الذي يعمل في البلديَّة، لوكالة الصحافة الفرنسيَّة، يوم دخول القوات الإسرائيليَّة إلى المخيم.

ويقول «الجميع يعلم أنَّه عندما يدخل الجيش يقوم بتدمير البنية التحتيَّة، حتَّى السيَّارات».

ومنذ أنْ شنَّت إسرائيل عمليَّة «السور الحديدي» في 21 يناير الماضي، تم تهجير عشرات آلاف الفلسطينيِّين من شمال الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة.

وفي البداية، نزح شلبي من مخيم جنين إلى القرى المجاورة، قبل أنْ تعرض عليه السلطات الإقامة في مقر الجامعة العربيَّة الأمريكيَّة، وهي واحدة من أبرز المؤسَّسات التعليميَّة في الضفَّة الغربيَّة.

ويوضح شلبي أنَّه تجنَّب «مناقشة كل ذلك» مع والده (80 عامًا)؛ حفاظًا على صحَّته، كونه مريضًا.

ويقول «لكنَّه يفهم، أحيانًا يبكي لأنَّه عايش النكبة، والآن يعيش هذه التجربة».

ويوضِّح شلبي «حتَّى لو وضعونا في فلل (منازل فاخرة)، لا نرتاح إلَّا إذا كنَّا حتَّى في غرفة واحدة في المخيم».

وتقدِّم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) المساعدات، لكنَّ القرارات الإسرائيليَّة الأخيرة التي تمنع التَّنسيق مع السلطات العسكريَّة الإسرائيليَّة، قد تعقِّد عملها.

أمَّا السلطة الفلسطينيَّة التي تحكم جزئيًّا الضفَّة الغربيَّة فتفتقر إلى الأموال الكافية لتقديم المساعدة.

ويقول أحد العاملين الاجتماعيِّين الذين يزورُونَ مركز الإيواء في الجامعة لتوزيع البطَّانيات، والطَّعام، أو المال؛ لشراء المواد الغذائيَّة «لا أحد يهتم بما يحدث هنا».

أمَّا باقي الخدمات مثل جمع القمامة، فهي نادرة، أو شبه مفقودة.

وبحسب النازحين، فإنَّ معظم المحال التجاريَّة مغلقة، وأقرب بقالة تبعد 20 دقيقة مشيًا على الأقدام.

وطلب العديد من السكَّان المشرَّدين إنشاء مدرسة للأطفال لكن دون جدوى.

وبالتزامن مع كل هذا، تعمل جرافات الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، تاركة خلفها آثار الدمار.

وتقول النازحة أم مجد: «قالوا لنا إنَّه لم يعد لدينا منزل، وأنَّنا لن نعود إلى المخيم».

ويقول بعض السكَّان إنَّهم حاولوا العودة لكن تم منعهم.

ويرتاد الجامعة العربيَّة الأمريكيَّة في جنين العشرات من الطلبة الفلسطينيِّين الذين يحملون الجنسيَّة الإسرائيليَّة، بعضهم اضطر إلى الدراسة عن بُعد، فيما انتقل آخرون إلى جامعات أُخْرى، بينما انقطع عدد آخر تمامًا عن الدراسة.

وأقيم المخيم المؤقت الجديد في حرم الجامعة، وبات يمثِّل واقعًا مؤلمًا للنازحين.

وتحمل مباني الحرم الجامعي أسماء تمنحها طابعًا دوليًّا راقيًا مثل «كونكورد»، و»دبي».

وتُعِدُّ العائلات طعامها على مواقد للغاز، وتنام على فرشات إسفنجيَّة تحتم عليها طيَّها كل صباح لزيادة المساحة في الغرفة.

وفي محيط الحرم الجامعي، يجلب المزارعُون الماعز لترعى في الحقول القريبة.

أمَّا المطاعم فإمَّا مغلقة، أو قيد الترميم، في دلالة على الأزمة الاقتصاديَّة المتفاقمة في الضفَّة الغربيَّة، والتي ازدادت سوءًا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزَّة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق