إنجازات حضارية عالمية مذهلة لمملكة أوغاريت السورية في متحف دمشق الوطني

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إنجازات حضارية عالمية مذهلة لمملكة أوغاريت السورية في متحف دمشق الوطني, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 07:21 مساءً

دمشق-سانا

 في إطار الجهود الرامية إلى إبراز الموروث الحضاري السوري، نظمت المديرية العامة للآثار والمتاحف ندوة علمية أثرية تراثية، تحت عنوان إنجازات حضارية عالمية مذهلة لمملكة أوغاريت السورية.

وسلطت الندوة التي استضافتها القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق اليوم الضوء على أحدث الاكتشافات الأثرية واللغوية الجديدة التي تؤكد ريادة هذه المملكة العريقة في شتى المجالات.

إرث لغوي يكشف عن جذور عميقة

وتناول الدكتور محمود السيد المؤرخ والباحث المتخصص في علم الآثار واللغات القديمة بالشرح والتحليل أوجه التشابه اللغوي بين اللغتين الأوغاريتية والعربية، مقدماً نماذج نصية حية تظهر التطابق في البنى النحوية والاشتقاقات اللغوية، مما يثبت عمق الصلات بين اللغتين.

 كما عرض السيد نسخة طبق الأصل لأقدم نص أبجدي مسماري في العالم، الذي يعود إلى عصر البرونز الحديث، ويحمل في طياته بذور النظام الكتابي الذي تطور لاحقا.

إنجازات علمية سباقة

وكشفت الندوة عن مستويات متقدمة من المعرفة العلمية في مملكة أوغاريت، حيث عرض السيد لوحاً مسمارياً بابلياً يحوي مسائل رياضية معقدة ونظريات هندسية متطورة، سبقت ظهور فيثاغورث، والذي أثار اهتماماً كبيراً بين الحضور،

وخاصة مع عرض نماذج من المعادلات الرياضية المدونة بالخط المسماري، وفق النظام الستيني البابلي، والتي تمت ترجمتها إلى العربية لتكون في متناول الباحثين.

صناعة التعدين: إبداع أوغاريتي فريد

كما تطرق السيد إلى الإنجازات التقنية المدهشة للأوغاريتيين في مجال التعدين، حيث كشفت الحفريات عن أقدم الأدلة على تعدين الحديد ومحاولات تصنيع الفولاذ، حيث أظهرت النقوش الأثرية براعة هؤلاء الصناع ونجاحهم باستخدام ثلاثة معادن مختلفة في وقت واحد، وهو إنجاز تكنولوجي فريد في ذلك العصر المبكر.

مجتمع متقدم بمعايير العصر الحديث

كشفت النقوش المسمارية بحسب السيد عن جوانب متطورة من الحياة الاجتماعية في أوغاريت تثير الإعجاب، فقد وثّقت الألواح الطينية نظاماً متكاملاً لإيفاد الطلاب إلى الخارج لتعلم الحرف، كما كشفت عن ممارسات التبني الرسمي التي كانت تتم بحضور الملك وبإجراءات قانونية منظمة، فضلاً عن نصوص تؤكد اعتراف المجتمع الأوغاريتي المبكر بحقوق المرأة، حيث سجل أحد الألواح تفاصيل أعلى مهر معروف في تاريخ عصر البرونز.

إسهامات حضارية متعددة الأوجه

كما تناول السيد الدور المحوري لمملكة أوغاريت في تجارة الخيول وترويضها، من خلال تطوير الأوغاريتيين سلالات مميزة من الخيول كانت مطلوبة في كامل منطقة الشرق الأدنى القديم.

كما تناول نصوصاً طبية بيطرية تُدرس في جامعة السوربون الفرنسية حالياً، تظهر مستوى متطوراً من المعرفة الطبية.

ولم تخل الندوة من استعراض التحف الفنية الرائعة مثل تمثال أبو الهول المجنح، والفأس الأثرية المحفوظة في متحف اللوفر، التي تبرز براعة الفن الأوغاريتي وتأثيره الحضاري.

حفظ التراث وإحياء الحرف التقليدية

شهدت الندوة عرض فيلم وثائقي بعنوان أنامل سورية حرفية مبدعة سلّط الضوء على جهود الحرفيين السوريين في الحفاظ على الموروث الثقافي، كما أعلن عدنان تنبكجي، رئيس جمعية العادات الأصيلة، عن قرب تسجيل أربعة أعمال حرفية سورية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهو ما يمثل اعترافاً دولياً بعراقة الحضارة السورية.

وفي ختام الندوة، أكد جبران عيسى، الخبير في إدارة التراث الثقافي، على الأهمية الاستثنائية للتراث السوري كجسر يربط الماضي العريق بالحاضر المشرق، مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذا الإرث الإنساني الفريد وتوثيقه للأجيال القادمة.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق