نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصريحات رئيس الشاباك تفجر عاصفة سياسية داخل كيان الاحتلال, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 03:51 مساءً
تركت المعلومات التي كشف عنها رئيس جهاز “الشاباك” الصهيوني، رونين بار، حول أداء بنيامين نتنياهو في مختلف الملفات، عاصفةً سياسية داخل كيان الاحتلال، عمّقت من حجم الخلاف بين نتنياهو ومعارضيه، وكشفت عن مستوى الفساد والإخفاق الذي يحيط برئيس الحكومة والفريق المقرّب منه.
وعلى وقع التصدعات الداخلية المتواصلة، جاء تصريح رونين بار أمام المحكمة العليا ليزيد من اشتعال الخلافات داخل المنظومة الصهيونية، موجّهًا سهامه نحو محاور متعددة أظهر من خلالها مدى إخفاق نتنياهو في إدارة الحكم، واستغلاله لصلاحياته، وسعيه إلى إحكام قبضته على مفاصل الدولة، عبر قمع الاحتجاجات، وإسكات الأصوات المعارضة، وإخفاء الحقائق المتعلقة بإخفاقه في السابع من أكتوبر، وصولاً إلى محاولاته إغلاق ملفات الفساد، والإخلال بالأمانة، وتلقي الرشى، التي تطاله وتطال عدداً من المقرّبين منه.
وقال القائد السابق للفيلق الشمالي في جيش الاحتلال، إيال بن رؤوفن: “أنا مصاب بصدمة عميقة، لأنني أُصدّق كل كلمة قالها رئيس الشاباك، ولا أصدّق أي كلمة وردت في رد مكتب رئيس الحكومة. وأعتقد أن هذه الوثيقة التي أشار فيها رئيس الشاباك تُظهر أن رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، يُشكّل اليوم التهديد الوجودي الأخطر على إسرائيل.”
وأضاف المحلل العسكري الصهيوني ألون بن دافيد: “هذه لائحة اتهام بعملية تضليل لإسرائيل. لقد ارتبكنا على مدى عامين بسبب التعديلات والانقلاب القضائي. نحن أمام انقلاب فعلي، وتغيير لكل قواعد النظام الديمقراطي. وقد قال بار للمحكمة: انتبهوا لمن سيخلفني، لأن رئيس الشاباك المقبل سيكون أمام خيار بين الالتزام بسيادة القانون أو الانصياع لملاحقة المحتجّين.”
وقد تركت القنبلة التي فجّرها رونين بار صدىً عميقًا في المستوى السياسي العام، وسط دعوات إلى بدء إجراءات قانونية للتحقيق في هذه المعطيات، واتخاذ خطوات قد تُجبر نتنياهو على الاستقالة من منصبه.
وقالت عضو الكنيست الصهيونية أفرات رايتن: “نحن ملزمون بحسم هذه القضية، على القضاة أن يجلسوا ويقرروا في هذه القضايا الجوهرية. هذه أمور مرعبة. وأعتقد أن رئيس الشاباك يستحق التقدير؛ فهو شخص جريء جدًا بطرحه هذه الأمور أمام الجميع. ما كشفه خطير للغاية، ويجب أن يقلق كل الإسرائيليين.”
كما أعرب النائب السابق لرئيس الشاباك يسرائيل حسون عن اعتقاده بأن هذا أحد “أكثر الأيام حزنًا”، مضيفًا: “ردّ رئيس الحكومة على تصريح رونين بار لم يكن على مستوى الموقف المسؤول، بل اتهمه بالكذب. والآن سنرى من هو الكاذب. أنا مقتنع بأن رونين بار لم يكن ليطرح أي موقف لو لم يكن حقيقيًا، وحتى إن لم تكن بحوزته وثائق، فأنا متأكد أنه يقول الحقيقة.”
من جهتها، شنّت أوساط نتنياهو واليمين الصهيوني حملةً واسعة على رئيس الشاباك، متهمةً إياه بمحاولة تسييس القضية، ومطالبة بإقالته من منصبه، بدعوى أنه يعمل لصالح من يسعون إلى إسقاط حكومة اليمين الإسرائيلي.
محللون إسرائيليون: على قائد الجيش أن يحذو حذو رئيس الشاباك
وصف محللون في وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، التصريح المشفوع بالقسم الذي قدّمه رئيس الشاباك، رونين بار، إلى المحكمة العليا، أمس، بأنه “مزلزل” و”غير مسبوق” في تاريخ الكيان، بعدما كشف عن النزعة الديكتاتورية لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي طالب رئيس الشاباك بالتجسس على مواطنين لمجرد أنهم يتظاهرون ضده، وأن ينصاع له بدلاً من المحكمة العليا في حال نشوب أزمة دستورية.
ووفقًا للمحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، فإن “بار خاطر بنفسه وتضرر من أجل خدمة الدولة كلها، أو ما تبقى منها، وكذلك من أجل رئيس أركان الجيش، ورئيس الموساد، ولاحقًا من أجل المحكمة العليا أيضًا”.
ورأى رئيس تحرير صحيفة هآرتس، ألوف بن، أن “جهاز الأمن يهيمن عليه موالون لنتنياهو، من بينهم وزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، إلى جانب رئيس الموساد وقائد سلاح الجو”، وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي يشن هجمات في غزة بلا أي قيود قانونية أو أخلاقية، ويقتل يوميًا عشرات الفلسطينيين، ويتباهى بأن عدد الجثث يشكل ’ضغطًا عسكريًا‘”.
ويرى كثير من الإسرائيليين أن الغارات على غزة تُنفذ بناءً على قرارات من المستوى السياسي، لكن الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، والرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، عوفر شيلح، شدد على أن “أي شخص يقول ذلك لا يعرف الواقع، فبرأيي الجيش الإسرائيلي هو من يبلور مفهوم الواقع، وهو من يضع خيارات العمليات العسكرية، وهو من ينفذها”.
وأضاف: “زامير قد أدرك، على ما يبدو، أن المستوى السياسي سعيد جدًا بما يقدّمه له، ليس لأن ذلك سيعيد المخطوفين، بل لأن نتنياهو سعيد باستمرار حرب بلا نهاية، فهو بحاجة إليها من أجل بقائه السياسي”.
وتابع شيلح، في إشارة إلى رئيس أركان الجيش زامير: “يتعيّن على شخص نزيه، يرأس جهازًا مسؤولًا عن سلامة الجمهور، أن يفعل كما فعل رونين بار في مجاله، وأن يوضح للمستوى السياسي أن الجيش الإسرائيلي لن يغوص في وحل غزة، كما غاص في وحل لبنان قبل أربعين عامًا، ولن يمهّد لاحتلال وترانسفير يؤديان إلى انهيار أسس المجتمع والدولة والجيش، ولن يستمر في مستنقع لا نهاية له، يرافقه سفك دماء وتآكل أخلاقي. فزامير مسؤول عن الجيش، تمامًا كما بار مسؤول عن الشاباك. وإذا رأى أن عليه الواجب نفسه الذي وصفه بار، فعليه أن يتصرف مثله”.
المصدر: المنار
0 تعليق