ولي العهد يتقدم صلاة الجنازة على مفتي عام السعودية في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض
أدى ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، صلاة الميت على المفتي العام للمملكة، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الذي توفي في الرياض بعد مسيرة علمية ودينية طويلة، تستمر لعقود، حيث استطاع أن يترك بصماته الواضحة على مسيرة الإفتاء والدعوة في السعودية والعالم الإسلامي.
تشييع رسمي وشعبي كبير
أقيمت صلاة الجنازة في جامع الإمام تركي بن عبد الله في وسط العاصمة الرياض، بحضور عدد من كبار الأمراء والوزراء والعلماء والمسؤولين بالإضافة إلى حشود من المواطنين الذين حرصوا على وداع المفتي العام تقديرًا لدوره ومكانته الكبيرة. أمّ الصلاة أحد كبار العلماء، ووقف ولي العهد والأمراء جنبًا إلى جنب مع المصلين، في مشهد يعكس وحدة القيادة والشعب في الأوقات العصيبة.
تراث علمي ثري
يُعتبر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من أبرز علماء المملكة في العقود الأخيرة، إذ تولى منصب المفتي العام منذ عام 1999 بعد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله. منذ توليه هذا المنصب، كان له دور محوري في إصدار الفتاوى الشرعية من خلال هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، وعمل على توجيه المجتمع السعودي دينيًا وفكريًا وفق منهج وسطي يتماشى مع سماحة الشريعة الإسلامية. كما تميز الفقيد بمشاركته في مؤتمرات إسلامية دولية ومساهماته في دعم القضايا المحورية، خاصة في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام ونبذ الغلو والتطرف.
مواقف إنسانية ودعوية
عرف عن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قربه من الناس واستماعه لأسئلتهم واستفساراتهم سواء عبر البرامج الإعلامية أو اللقاءات المباشرة. وكانت فتاواه تمثل مرجعًا للمجتمع، حيث غطت مختلف جوانب الحياة من العبادات والمعاملات إلى القضايا المعاصرة. كما كان له حضور بارز في خطب الجمعة والأعياد، حيث تناول القضايا الوطنية والاجتماعية بروح المسؤولية. لقد أحدث رحيل المفتي العام صدى واسعًا داخل المملكة وخارجها، حيث نعاه الديوان الملكي وعدد من الشخصيات الرسمية والدينية في العالم الإسلامي، مشيدين بعطائه وإرثه العلمي، مؤكدين أن وفاته تمثل فقدانًا كبيرًا للأمة الإسلامية.