إدمان الهواتف الذكية: خطر يهدد طفولة أجيال العراق وسط شاشات الأسر
ظاهرة إدمان الأطفال على الهواتف الذكية في العراق
يعاني المجتمع العراقي في الوقت الراهن من تفشي ظاهرة إدمان الأطفال على الهواتف الذكية، حيث أصبحت هذه الأجهزة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. وقد حذر المختص في الشأن الاجتماعي والنفسي فالح القريشي من المخاطر الصحية والنفسية والتربوية التي تواجه الأجيال الصاعدة نتيجة الإفراط في استخدام هذه التقنيات.
زيادة استخدام الشاشات وتأثيراتها السلبية
في السنوات الأخيرة، لوحظ تزايد ملحوظ في اعتماد الأطفال على الهواتف الذكية لفترات طويلة، مما ينذر بعواقب وخيمة على عدة أصعدة. حيث أوضح القريشي أن إدمان الشاشات ينعكس سلبًا على الصحة النفسية للأطفال، حيث يتسبب في زيادة مستويات القلق والتوتر، بجانب مشاكل في التركيز. يعتبر الحالة شبيهة بإدمان المخدرات، حيث يقوم الدماغ بإفراز هرمونات المتعة بشكل متكرر، مما يجعل الأطفال عرضة للإدمان على هذه الأجهزة.
ومن الناحية التعليمية، يؤدي الاستخدام المفرط للهواتف إلى تقليل فرص الأطفال في المشاركة في الأنشطة التعليمة التفاعلية مثل القراءة والكتابة، مما يؤثر سلبًا على تحصيلهم الأكاديمي. ويزيد من ضعف مهارات التفكير النقدي والإبداعي، مما يعيق تطورهم الفكري.
إلى جانب ذلك، يرتبط الإفراط في استخدام الهواتف بمشكلات اجتماعية وسلوكية. حيث يؤدي الانغماس في هذه التقنية إلى ضعف القدرة على إقامة علاقات اجتماعية حقيقية، وقد يتحول لدى بعض الأطفال إلى سلوك عدواني أو اكتئابي عند فقدان الاتصال بأجهزتهم. كما تظهر التأثيرات الصحية التي تشمل مشاكل في الرؤية واضطرابات النوم الناتجة عن التعرض للضوء الأزرق، وقلة النشاط البدني مما قد يعيق النمو الحركي السليم.
للحد من هذه الظاهرة، يهيب القريشي بضرورة التعاون بين الأسر والمدارس ووسائل الإعلام والجهات الحكومية. يجب على الأسر وضع ضوابط زمنية صارمة لاستخدام الهواتف، وتعزيز ممارسة الأنشطة البدنية والاجتماعية. كما ينبغي على المدارس تقديم برامج توعية للطلاب، وتكثيف الإعلام لنشر الوعي بالمخاطر المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية بروح معتدلة.
وفي الختام، رغم أن الهواتف الذكية تمثل أداة ضرورية في عصرنا، إلا أنها قد تتحول إلى تهديد حقيقي لصحة الأطفال ونموهم النفسي والاجتماعي إذا لم يتم استخدامها بشكل مسؤول.
لقد شهد المجتمع العراقي في العقدين الماضيين تغيرات كبيرة في أنماط الحياة اليومية، نتيجة الانتشار الواسع للإنترنت والهواتف الذكية. ورغم الفرص التي وفرتها هذه الأجهزة في مجال التواصل والمعرفة، إلا أن الاستخدام المفرط لها، خصوصًا بين الأطفال، أصبح مصدر قلق وعامل خطر يستدعي منا تأمل العواقب.