معايير حاسمة تحدد نجاح مؤتمر دعم الجيش
أيلول: شهر مفصلي في لبنان
شهد لبنان في العام الماضي شهرًا مفصليًا بسبب الحرب الإسرائيلية التي أدت إلى تدمير العديد من القرى وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. وفي إطار هذا السياق، يبرز أيلول من جديد كفترة محورية، إذ تشير الأحداث الحالية والزيارات المتكررة إلى وجود تحولات مهمة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
في لبنان، يتقدم الجيش اللبناني بخطوات نحو حصر السلاح بيد الدولة، وهو موضوع حساس للغاية. بالتزامن مع ذلك، تتواصل الزيارات الدولية، وكان آخرها زيارة الأمير يزيد بن فرحان، المسؤول عن الملف اللبناني في الخارجية السعودية، التي أثارت الكثير من ردود الفعل والتعليقات الصحفية.
دعوات جديدة للحوار
وفي خطاب له، دعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السعودية إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المقاومة، وهو ما أثار الكثير من الجدل والتحليلات حول مآلات هذا النداء.
على الصعيد الدولي، تتواصل الأحداث المهمة مثل اعترافات عدة دول بالدولة الفلسطينية ومؤتمر حل الدولتين الذي ينظر إليه باعتباره خطوة نحو التوصل إلى سلام شامل، وقد يترك تأثيرات مباشرة على الوضع اللبناني. وقد أشار المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي إلى أن نجاح مؤتمر حل الدولتين قد يؤدي إلى استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيه لبنان، الذي يتأثر بشكل مباشر بالتطورات الفلسطينية.
وعند النظر إلى الملف اللبناني، يتضح أن الحكومة اللبنانية تسير بخطى ملحوظة نحو تنفيذ الطلبات الدولية بحصر السلاح بيد الدولة، وذلك كشرط أساسي لأي تعاون دولي. ومع ذلك، يأمل المراقبون في أن يكون هناك تفاعل أكبر من قبل الرئاسات اللبنانية الثلاث للضغط على حزب الله لنزع سلاح الميليشيات.
علاوة على ذلك، أشار آل عاتي إلى أهمية الدعم العسكري المتوقع للجيش اللبناني من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، التي لن تتردد في تقديم المساعدة اللازمة لضمان استقرار لبنان. ويعتمد انعقاد مؤتمر دعم الجيش اللبناني المنتظر على التطورات الإيجابية في البلاد، بالإضافة إلى استجابة حزب الله لمطالب الدولة اللبنانية.
في النهاية، يبقى الحوار المطلوب بين لبنان والسعودية محورًا أساسيًا، حيث يجب أن يكون النقاش بين دولتين وليس مع ميليشيا خارج إطار القانون. وتبقى تطلعات اللبنانيين إلى استعادة السيطرة على سلاحهم ومدى تجاوب القوى الإقليمية معهم موضوعات تتطلب متابعة دقيقة واهتمامًا مستمرًا.