السعودية: إنجازات تفوق الغرب في قرن واحد بين نابليون ولينكولن وابن سعود
السعودية: نموذج غير مسبوق في التحول التنموي
تنفس نابليون بونابرت الصعداء بعد تحقيقه انتصارات عسكرية، مجبرًا القوات البريطانية على الانسحاب من أمامه في حصار “طولون” عام 1793، حيث أحدثت هذه السيطرة انطلاقة في مسيرته العسكرية. تولى نابليون قيادة فرنسا وهو في الرابعة والعشرين، واستمر خلال 15 عامًا في توسيع الإمبراطورية الفرنسية بالاعتماد على الحروب والتحالفات، مما جعل فرنسا قوة عظمى في أوروبا. لكن هذه الإمبراطورية انهارت بعد فترة قصيرة بسبب الأزمات السياسية، لتنتهي نهائيًا أثناء الحرب العالمية الثانية على يد الألمان.
أما إبراهام لينكولن، فقد واجه مصيرًا مختلفًا، إذ عُرف برئاسته أثناء الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865) التي نتجت عن انقسام البلاد حول قضايا حقوق العبيد. خاض لينكولن معارك شديدة أودت بحياة حوالي 750 ألف شخص، ونتج عنها تراجع دور أمريكا في الساحة العالمية حتى الحرب العالمية الثانية، حيث تمكنت من استخدام الظروف العالمية لصعودها لتصبح من القوى الكبرى بعد مرور قرنين ونصف من نشأتها.
من جهة أخرى، قام القيصر الروسي بطرس الأكبر بتوسيع رقعة بلاده عبر الحروب، وبعد نجاحه في إقامة إمبراطورية، واجه صعوبات كبيرة أثناء الحرب العالمية الأولى أدت إلى انهيار الجبهة الداخلية. أما ماو تسي تونج، مؤسس الصين الشعبية، فقد تبنى أيضًا استراتيجية التخطيط المركزي لكن باءت سياسته بالفشل، مما أدى إلى مجاعات حصدت أرواح الملايين. ومع ذلك، استعاد دنج شياو بينج بريق الصين عبر تغيير السياسات والانفتاح على الاستثمارات الأجنبية، مما مهد الطريق نحو التحول الاقتصادي الهائل.
تحول التنمية في السعودية
تعتبر التجربة السعودية تحولاً نوعيًّا في النمو التنموي خلال أقل من قرن. فعندما وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود المملكة عام 1932، بدأ عصر من الاستثمار في الإنسان والبنية التحتية. استخدمت المملكة مواردها من النفط بشكل ذكي طيلة عقود، لكنها سرعت من هذا التقدم بفضل رؤية 2030 التي طرحتها القيادة الحالية. برزت السعودية كأسرع دولة نمواً في مجموعة العشرين بحلول 2023، مع وجود صندوقها السيادي الذي احتل المركز الرابع عالميًا والأول في مجالات الحوكمة والاستدامة.
اليوم، تظهر السعودية التزامًا كبيرًا بخدمة المواطن، حيث يسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحقيق المستهدفات بناءً على المصلحة العامة، مؤكدًا على إمكانية تعديل البرامج لتحقيق النمو والازدهار. تسعى المملكة جاهدة لاستغلال الفوائد الاقتصادية في إطار من الشفافية والرؤية المستقبلية، لتكون نموذجًا يحتذى به في التحول التنموي بين الدول.