نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يونان في رسالة الفصح: نجدد مطالبتنا أن تُعاد ودائع الناس في المصارف منذ سنوات, اليوم السبت 19 أبريل 2025 05:35 مساءً
وجّه بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رسالة عيد القيامة لعام 2025، بعنوان "قيامتكَ رجاؤنا"، تناول فيها الأوضاع العامّة في لبنان والشرق الأوسط والعالم، مشيرا الى ان "في خضمّ المآسي والمِحَن التي تعصف بعالمنا اليوم، يبقى يقينُنا راسخاً بأنّ يد الله لا تزال فاعلةً في قلب التاريخ، وأنّ نوره أقوى من كلّ ظلمة. قيامته لم تكن حدثاً عابراً، بل هي حقيقة إيمانية لها وعد الخلاص الإلهي بالحياة الجديدة. لذا، نُجدِّد إيماننا بالقيامة المجيدة، متعالين على الصعوبات مهما اشتدّت، حاملين مشعل الرجاء في قلوبنا، ورافعين صلاتنا إلى الرب القائم من بين الأموات، كي يفتقد أوطاننا برحمته، ويقيم شعوبنا من أوجاعها إلى رجاءٍ جديد" .
وقال "في لبنان، نسأل الرب أن يشرق بقيامته المجيدة على هذا الوطن الذي لا يزال يعاني الأزمات المتفاقمة، أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فينهض نحو قيامة وطنية شاملة من ظلمات الانهيار إلى نور الرجاء"، مجددا "مطالبتنا أن تُعاد ودائع الناس والمؤسَّسات المسلوبة في المصارف منذ سنوات، بإجراء تعسُّفي هدّد ويستمرّ بتهديد أسس الدولة وكرامة المواطن، ممّا يُفاقم من مشاعر الإحباط وفقدان الأمل لدى فئة الشباب الذين توسَّموا الخير بانتخاب الرئيس جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، وبتشكيل حكومة جديدة واعدة للنهوض بالبلد والقيام بالإصلاحات الضرورية في القطاعات كافّةً".
واكد "ضرورة العودة إلى منطق الدولة العادلة، الجامعة، الضامنة للحقوق، والمبنيَّة على أسس الشراكة الحقيقية والتمثيل المتوازن والمحاسبة والشفافية، والتي لها وحدها الحقّ أن تحمل السلاح، كما أعلنت الحكومة في بياناتها، وتفرض سيادة القانون، واحترام الإنسان، أيّاً كان انتماؤه وطائفته ومذهبه. وهنا لا يسعنا إلا أن نجدِّد استنكارنا التهميش المزمن الذي يطال المكوِّن السرياني، ويحرمه من حقّه المشروع في التمثيل الصحيح والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية اللبنانية، بما يتناسب مع تاريخه العريق ودوره البنّاء في قيام الدولة ونهوضها والدفاع عنها".
ودعا "جميع اللبنانيين عامّةً، وأبناءنا وبناتنا بشكل خاصّ، ولا سيّما الشباب، إلى ممارسة واجبهم الوطني وحقّهم الدستوري بالمشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية القادمة، ترشُّحاً واقتراعاً، إيماناً بدورهم في صنع التغيير. فالانتخابات فرصة ثمينة لبثّ الحياة والترفّع عن المحسوبيات الفردية والعائلية في المؤسّسات المحلّية، بعد تمديد دام لأكثر من ثلاث سنوات. فلنحوِّل الإيمان إلى التزام، والرجاء إلى فعل وانطلاقة جديدة نحو وطن يليق بأبنائه".
وتطرق الى الوضع في سوريا قائلا: "لا تزال آثار الحرب الطويلة ترخي بثقلها على الشعب المنهَك سياسياً واقتصادياً ومعيشياً. أمام هذا الواقع الصعب، تستمرّ معاناة المسيحيين كما سائر المكوِّنات الوطنية المهمَّشة، خاصّةً من جراء الفوضى والفقر والهجرة. إنّنا نؤكِّد أنّ السريان والمسيحيين عموماً ليسوا طارئين في سوريا، بل هم مكوِّن أصيل، مؤسِّس، ومتجذّر في عمق ترابها منذ آلاف السنين. وهنا نوجّه نداءً إلى أبنائنا وبناتنا السريان في هذا البلد للتمسُّك بفضيلة الرجاء، مؤكّدين لهم أنّهم أبناء هذه الأرض، ولهم فيها دور لا يُنتزَع، وأنّ مشروع بناء دولة مدنية وديمقراطية في المستقبل لن يتحقّق من دونهم، فهم ليسوا مُكوِّناً مستورَداً، بل شركاء في التاريخ والمصير. وندعوهم ليكونوا جسور مصالحة وسلام، وروّاداً فاعلين في إعادة إعمار الوطن".
وعن الوضع في العراق "الذي يمرّ بدوره بمرحلة دقيقة من التقلُّبات السياسية والتحدّيات الأمنية" قال يونان: "إنّ الوجود المسيحي لا يزال مهدَّداً بالتهجير والذوبان رغم المبادرات الوطنية والدولية الداعمة. إنّنا، إذ نثمِّن الجهود المبذولة من أجل ترسيخ الأمن وتحقيق التوازن في التمثيل، نعوّل على وعي المسؤولين السياسيين كي ينظروا إلى المسيحيين كشركاء مؤسِّسين في تاريخ العراق وبناة لحاضره ومستقبله. ونشدّد على أنّ بقاء أبنائنا وبناتنا السريان في بلاد الرافدين ومشاركتهم الفاعلة في الحياة الوطنية هو بمثابة شهادة حيّة لإيمانهم الراسخ ولأمانتهم لجذورهم العميقة في أرضهم" .
أضاف "أمّا في الأراضي المقدسة، حيث وُلِدَ ربّنا وأتمّ تدبيره الخلاصي وتألّم ومات وقام، نصلّي كي يبقى الحضور المسيحي في تلك الأماكن حيّاً، نابضاً، رغم التحدّيات السياسية والضغوط المتزايدة. وجود المسيحيين هناك هو شهادة حياة، وامتداد لحضور المسيح في أرضه. إليه نضرع من أجل انتهاء هذه الحرب المدمِّرة والمستمرّة منذ أكثر من سنة ونيّف، والتي تسبَّبت بقتل الآلاف وتدمير المدن والقرى، ولا سيّما في قطاع غزّة. كما نجدّد المطالبة بالعمل الجادّ على إحلال السلام والأمان في أرض السلام، بإطلاق سراح جميع الرهائن، وإيقاف أعمال العنف، وتوفير مقوّمات الحياة الإنسانية الضرورية للسكّان" .
وتابع: "وفي مصر والأردن وبلدان الخليج العربي، نثني على الحضور الفاعل لأبنائنا في هذه البلدان، حيث ينعمون بالاستقرار وبالعيش الكريم مع سائر المكوِّنات الوطنية، في ظلّ دور جامع ومتكافئ للسلطات، وبروح الانفتاح والحوار والمواطَنة الحقّة.وفي تركيا، نُثمِّن الحضور المسيحي التاريخي المتجذِّر، ونثني على أبنائنا وبناتنا لمحافظتهم على إيمانهم وتراثهم ولغتهم رغم التحدّيات، ونشجّعهم على متابعة شهادة المحبّة الفاعلة والمتميِّزة في أرض الآباء والأجداد".
وتوجه يونان الى "أبنائنا وبناتنا في بلاد الإنتشار، في أوروبا والأميركيتين وأستراليا، نتوجّه بالمحبّة الأبوية، مؤكّدين لهم أنّهم امتداد حيّ لكنيستهم وشعبهم في أرض المنشأ في الشرق. ونشجّعهم على المحافظة على الإيمان بالرب يسوع فادينا، والتمسُّك باللغة السريانية، والتراث الأصيل، والمبادئ السامية للعائلة وقدسيّتها، وعلى تربية أولادهم التربية المسيحية الصالحة، فيغدون مؤمنين ومواطنين صالحين. وهكذا يصبح أبناؤنا في تلك البلاد بمثابة جسور تواصُل بين الجذور والانتشار، بين الشرق والغرب، بين الماضي والمستقبل، مخلصين للأوطان الجديدة التي احتضنَتْهم، فهم الرجاء المتجدِّد لكنيستنا وشعبنا، وهم مرآة الحضور السرياني في العالم".
واكد ان "لا يغيب عن بالنا أن نكرّر المطالبة بحلّ كلّ نزاع في العالم بالحوار والتفاوض والتفاهم، وخاصّةً من أجل انتهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وقد طال أمدها، وخلّفت الدمار، بشراً وحجراً" .
وجدّد المطالبة "بالإفراج عن جميع المخطوفين، من أساقفةٍ وكهنةٍ وعلمانيين، سائلين الله أن يرحم الشهداء، ويمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء التامّ. ونعرب عن مشاركتنا وتضامننا مع آلام ومعاناة المرضى والمعوَزين والمهمَّشين والمستضعَفين، وكلّ العائلات التي يغيب عنها فرح العيد بسبب فقدان أحد أفرادها، ضارعين إلى الله أن يفيض عليهم نِعَمَه وبركاته وتعزياته السماوية".
0 تعليق