السوبرانو هبة القواس: المشهد الفني في السعودية يتألق بتميّزه العالمي

هبة القواس

تعتبر الدكتورة هبة القواس، السوبرانو العالمية ورئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، واحدة من أبرز الأصوات الأوبرالية في العالم العربي. وقد أسهمت إبداعاتها الفنية وعلاقتها المميزة بالمملكة العربية السعودية في منحها الجنسية السعودية، مما يمثل تقديرًا عميقًا لها. إن العلاقة العاطفية والفكرية التي تجمعها بالسعودية تجسدت بشكل واضح عندما فتحت أول حفل أوبرا في تاريخ المملكة، مما جعلها رمزًا ثقافيًا مميزًا في المنطقة. تم تسليط الضوء على هذه الجوانب خلال مقابلة لها بمناسبة اليوم الوطني السعودي، حيث ناقشت عمق ارتباطها بالوطن وما تقدمه من مساهمات ثقافية.

السوبرانو العالمية

تعتبر الدكتورة هبة القواس أن اليوم الوطني السعودي يمثل لها أكثر من مجرد احتفال، بل هو فرصة للاحتفاء بمعجزة تاريخية صنعها الملك المؤسس، عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. هذه اللحظة ترمز لتوحيد الأمة في أرض تحمل تاريخًا عريقًا ومتنوعًا، حيث تمكن من تحويل الفوضى إلى تنظيم والشعوب المتناحرة إلى حالة من الانسجام الوطني. من خلال الأوبرا، تعكس القواس رؤية تحولت فيها الهوية الوطنية إلى صوت عالمي، مما يدعم الانفتاح الثقافي ويعزز من الصورة الإيجابية للمملكة في العالم.

تجاربها الفنية تعبّر عن الانتماء للتراث الثقافي، حيث قامت بالغناء بالفصحى وGodthe السعودية، مما جعلها تشعر بالترابط مع الجذور الفنية. تعتقد أن الأوبرا ليست مجرد فن وافد بل هي جسر يربط ما بين الماضي والمستقبل، ولها تأثير كبير في تشكيل الهوية الثقافية السعودية. في ظل التطورات الحالية، ترى القواس أهمية افتتاح «دار الأوبرا الملكية» في الدرعية عام 2028، والتي ستكون منصة لإعادة إحياء الأوبرا بمقاييس جديدة تسهم في الحفاظ على التراث وتعزيز الفنون.

الأوبرا، بالنسبة لها، هي ليست فقط وسيلة للتعبير الفني، بل هي رمز للجمال الثقافي المعروف عن المملكة. ومن هنا، يظهر دورها الكبيرة في تعزيز الهوية الفنية السعودية وتطويرها، حيث تسعى لتحقيق أحلامها من خلال موسيقى تعكس التراث وتعكس المستقبل، وتكريس جهودها في تدريب المواهب الشابة في الأكاديمية التي أنشأتها.

من خلال تجربتها، تؤكد هبة القواس على ضرورة وجود برامج توعية فنية لاستقطاب الشباب إلى الفنون الكلاسيكية، مما يمكّنهم من التعرف على الجمال في الموسيقى الأوبرالية ويعزز من الإقبال عليها. إن جميع هذه المبادرات تجعل منها شخصية محورية في التفاعل مع الجمهور السعودي وتعيد الفنون التقليدية إلى الواجهة الثقافية بشكل جديد، مما يعزز مكانة المملكة في الساحة الثقافية العالمية.