سوريا تتعاون مع ‘أرامكو’ لتأسيس شركة وطنية رائدة في قطاع الطاقة
تأسيس شركة قابضة للطاقة في سوريا بالتعاون مع أرامكو
أفادت مصادر سعودية بأن وزارة الطاقة السورية تسعى لتكوين لجنة مشتركة مع شركة “أرامكو” بهدف إنشاء شركة قابضة للطاقة تتبع الصندوق السيادي السوري. وأكد مساعد مدير الإدارة العامة للطاقة بوزارة الطاقة السورية، رياض الجوباسي، أن هذه اللجنة ستتألف من خبراء تقنيين وإداريين من أرامكو لتحديد هيكلية الشركة القابضة على نسق أرامكو السعودية.
التعاون التقني والإداري مع أرامكو
تجري عملية التأسيس مع بعض التعديلات لتناسب الظروف المحلية لسوق النفط السورية. الجوباسي أشار إلى أن الهدف من المبادرة هو تقليل البيروقراطية وتعزيز كفاءة إدارة قطاع الطاقة، وهو جزء من جهود الحكومة السورية لتنظيم القطاع بعد معاناته من تحديات تشغيلية ومالية خلال السنوات الماضية. وذكر أيضًا أن وزير الطاقة السوري محمد البشير قد زار مقر “أرامكو” للاطلاع على تجربتها، ومن المتوقع أن يقوم فريق فني سوري بزيارة مقر الشركة في الظهران، شرق السعودية، لمناقشة تفاصيل التعاون المستقبلي.
في يوليو الماضي، شهدت دمشق انطلاق منتدى الاستثمار الأول بين سوريا والسعودية، حيث تم توقيع 44 اتفاقية تصل قيمتها إلى 6 مليارات دولار. كما وقعت دمشق والرياض في أغسطس عدة مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة بمناسبة فعاليات الدورة 62 لمعرض دمشق الدولي. في 11 سبتمبر، تم توقيع مذكرة تفاهم تمنح بموجبها السعودية سوريا مليوناً و650 ألف برميل من النفط الخام.
أكد الجوباسي أن الاستثمارات المباشرة من أرامكو في سوريا، سواء في حقول النفط أو المصافي أو قطاع التجزئة، ستظل مؤجلة حتى يتم الإعلان الرسمي عن تأسيس الشركة القابضة، حيث تركز المرحلة الحالية على الإعداد المؤسسي وبناء نموذج الحوكمة المناسب. في حال تأكيد الخبر من قبل أرامكو، ستكون سوريا قادرة على الاستفادة من خبراتها المتقدمة في الإدارة والتقنيات التشغيلية، مما سيكون له أثر إيجابي على تحديث قطاع الطاقة الذي شهد العديد من التحديات في السنوات الماضية.
حتى عام 2010، كان النفط يشكل حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، بالإضافة إلى كونه يمثل نصف صادرات البلاد وأكثر من 50% من إيرادات الدولة. وعلى الرغم من أن سوريا كانت تنتج نحو 390 ألف برميل يومياً، انخفض الإنتاج بشكل حاد ليصل إلى 40 ألف برميل يومياً في عام 2023. خلال فترة الثورة ضد النظام السابق، كانت سوريا تعتمد على إيران لتلبية احتياجاتها من النفط لتوليد الكهرباء، إلا أن تلك الإمدادات توقفت مع الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، تعمل الإدارة السورية الجديدة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية وتبذل جهوداً مضنية لتعزيز التعاون مع دول مختلفة.