منوعات

رحيل سهيل بهوان يهز أروقة الاقتصاد الخليجي.. محطات صنعت أسطورة رجل أعاد تشكيل مسار التجارة والصناعة في عُمان

شكّل رحيل رجل الأعمال العُماني البارز سهيل بن سالم بهوان لحظة مفصلية في تاريخ الاقتصاد العُماني والخليجي، إذ فقدت المنطقة واحدًا من أهم روّاد الاستثمار والصناعة خلال العقود الأخيرة. لم يكن رحيله حدثًا عابرًا، فالرجل ارتبط اسمه بنهضة واسعة في التجارة والصناعة، وبأسلوب إداري قائم على الابتكار والانضباط وبناء مشروعات ذات أثر طويل المدى.

مسيرة بدأت من السبعينيات وتحولت إلى إمبراطورية

انطلقت رحلة سهيل بهوان في منتصف السبعينيات عندما أسس مع شقيقه مجموعة تجارية صغيرة سرعان ما تحولت إلى مؤسسة عملاقة متعددة المجالات. كان قطاع السيارات بوابة الانطلاقة الكبرى، حيث حصلت المجموعة على وكالات علامات عالمية مثل تويوتا ونيسان، لتسهم بقوة في إنعاش السوق العُمانية وتعزيز تنافسيتها.

وفي عام 2002 جاء الانفصال الاستثماري بين الشقيقين ليشكّل منعطفًا جديدًا في مسيرة المجموعة، إذ بدأ كل منهما إدارة مشاريعه بصورة مستقلة، ومع ذلك حافظت مجموعة سهيل بهوان على مكانتها كأحد أهم الكيانات الاقتصادية في السلطنة.

بصمة عميقة على الصناعة الوطنية

لم يقتصر أثر بهوان على التجارة، بل امتد إلى الصناعات التحويلية، وفي مقدمتها صناعة الأسمدة. تمكن مصنع المجموعة من إنتاج أكثر من 1.3 مليون طن سنويًا من اليوريا، ليصبح لاعبًا محوريًا في الأسواق الإقليمية، ويسهم بشكل مباشر في دعم الاستراتيجية الصناعية العُمانية.

كما حافظت المجموعة على حضور قوي في قطاع السيارات من خلال وكالة نيسان لسنوات طويلة، لترسخ سمعتها باعتبارها إحدى الشركات الأكثر تأثيرًا في الاقتصاد الوطني.

أبرز إنجازات سهيل بهوان

  • تأسيس مجموعة تجارية ضخمة متعددة القطاعات.
  • الحصول على وكالات سيارات عالمية وحيوية.
  • دعم قطاع التصنيع الوطني وتعزيز قدراته.
  • الريادة في إنتاج الأسمدة داخل الخليج.
  • توفير آلاف الوظائف للمواطنين العُمانيين.

مكانة عربية وإقليمية لا تُمحى

لم يقتصر تقدير سهيل بهوان على السلطنة فقط، بل كان أحد أبرز الأسماء على مستوى العالم العربي. ظهر مرارًا في قوائم فوربس الشرق الأوسط ضمن أغنى الشخصيات وأكثرها تأثيرًا، كرمز للريادة وقدرة رجال الأعمال العرب على بناء مؤسسات قوية تستمر رغم التحديات.

إرث مستمر رغم الرحيل

ورغم غياب سهيل بهوان جسديًا، إلا أن إرثه الاقتصادي لا يزال حاضرًا بقوة. فقد ترك خلفه مؤسسات متينة، ومشروعات راسخة، وتجربة تلهم الأجيال الشابة ورواد الأعمال في السلطنة والمنطقة، ممن يسعون لبناء مستقبل قائم على الابتكار والعمل الجاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى