
خيّم الحزن على الوسط الفني التونسي اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025 بعد إعلان وفاة الممثل القدير نور الدين بن عياد عن عمر ناهز 73 عامًا، ليغادر صاحب البصمة الكوميدية والاجتماعية التي زرعت البهجة لسنوات طويلة، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يُنسى ومسيرة امتدت لأكثر من خمسة عقود.
مسيرة فنية صنعت ذاكرة أجيال
منذ بداياته في سبعينيات القرن الماضي، استطاع نور الدين بن عياد أن يحجز مكانه على الساحة الفنية بفضل حضوره العفوي، وصوته الدافئ، وقدرته الفريدة على تقديم كوميديا قريبة من الناس. لم يكن ممثلًا عابرًا؛ بل كان وجهًا مألوفًا في البيوت التونسية، وشخصية محببة تدخل القلوب بلا استئذان.
برز نجمه بشكل كبير في الأعمال التلفزيونية التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الشعبية، وعلى رأسها مسلسل “جاري يا حمّودة” الذي يُعد من أبرز محطات تألقه. كما لمع في أعمال اجتماعية وإنسانية مثل “غادة” و“مابينتنا” و“مال وأمل”، بالإضافة إلى مشاركاته الأخيرة في المسلسل الشهير “كان يا مكانش” الذي عرف متابعة واسعة بين الجمهور.
بصمة لا تُمحى على المسرح والسينما
لم يكن التلفزيون وحده محطته الإبداعية، فقد كان المسرح بيته الأول الذي صقل فيه موهبته. قدّم أعمالًا مسرحية تركت أثرًا واضحًا لدى الجمهور، وشارك في عدد من السكيتشات التي أبرزت حسّه الكوميدي الفريد.
أما في السينما، فكان لفيلم “رجل من الرماد” دور بارز في ترسيخ اسمه كواحد من فناني تونس القادرين على التنقل بين الكوميديا والدراما بانسجام فني نادر.
وفاة نور الدين بن عياد صدمة في الوسط الفني وحزن شعبي واسع
أعاد رحيل نور الدين بن عياد للذاكرة أسماء فنية كبيرة غادرت الساحة، وفتح باب الحديث عن قيمة الفنانين الذين شكّلوا ملامح الفن التونسي عبر عقود. نعاه زملاؤه بكلمات مؤثرة أشادت بأخلاقه العالية وجديته في العمل وحضوره الإنساني الذي لا يُنسى.
الجمهور أيضًا عبّر عن حزنه الشديد، مسترجعًا مقاطع من أعماله وضحكاته الصادقة التي كانت تبعث التفاؤل في لحظات كثيرة. بدا واضحًا أن فراقه ترك فراغًا لن يُملأ بسهولة.
ملامح من مسيرته وحياته
- من مواليد 1952.
- بدأ مشواره الفني منذ بدايات السبعينيات.
- تميز بالكوميديا المرتبطة بواقع المجتمع التونسي.
- كان قريبًا من الجمهور وبسيطًا في أدائه وحضوره.
- ساهم في تجديد الحركة المسرحية عبر تجارب متعددة.
- توفي في 23 نوفمبر 2025 عن عمر 73 عامًا.
إرث يبقى حاضرًا رغم الغياب
يبقى رحيل نور الدين بن عياد محطة مؤثرة في تاريخ الفن التونسي، لكن أعماله المليئة بالصدق، وروحه المرحة، وشخصياته التي أحبها الناس ستظل شاهدًا على موهبة خُلقت لتستمر. قد يغيب الجسد، لكن الفنان الحقيقي لا يغادر الذاكرة، بل يبقى جزءًا من وجدان شعب أحبّه لسنوات طويلة.



