أكد مصدر أمني رفيع بولاية شمال كردفان، أن القوات المسلحة السودانية، بالتنسيق مع القوات المشتركة، نفذت عملية عسكرية ناجحة جنوب البلاد، أسفرت عن استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية جنوب غرب مدينة الأبيض، شملت البان الجديد وأم عردة وجبل أم هشابة.

وأوضح المصدر أن العملية جرت بتخطيط ميداني دقيق وتنسيق محكم، وأسفرت عن دحر قوات الدعم السريع وتكبيدها خسائر كبيرة، فيما تواصل القوات السودانية تأمين المناطق المحررة وتعزيز انتشارها لضمان الاستقرار.

ويأتي هذا التقدم العسكري بالتوازي مع إعلان قوات الدعم السريع، الأحد، سيطرتها على مخيم "زمزم" للنازحين في شمال دارفور، بعد هجوم استمر أربعة أيام وأسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، بحسب ما أفادت به وكالة "رويترز".

وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إنها "حررت المخيم بالكامل" ونشرت وحدات لتأمين المدنيين والمرافق الإنسانية، متهمة الجيش وقوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام باتخاذ المخيم "ثكنة عسكرية" واستخدام المدنيين "دروعاً بشرية".

إدانات دولية

في المقابل، نددت منظمات إغاثة بالهجوم، مؤكدة أن المخيم الذي يؤوي مع مخيم "أبو شوك" المجاور نحو 700 ألف نازح، تعرض لتدمير واسع طال الملاجئ والأسواق ومرافق الرعاية الصحية. وأعلنت الأمم المتحدة مقتل جميع أفراد الطاقم الطبي المتبقي في المخيم.

وتوالت الإدانات الدولية للهجوم، حيث استنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب كل من السعودية ومصر والإمارات وقطر، استهداف المدنيين في مخيمي "زمزم" و"أبو شوك" بمدينة الفاشر.

ورغم نفي قوات الدعم السريع عبر منصتها في "تلغرام" استهداف المدنيين، واعتبار المقاطع المصورة "محاولات لتشويه السمعة"، أكدت "منسقية مقاومة الفاشر" أن حصيلة ضحايا الهجمات تجاوزت 320 قتيلاً وجريحاً.

وتشهد مدينة الفاشر، منذ 10 مايو الجاري، معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الأوضاع في المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لإقليم دارفور.

يُذكر أن النزاع في السودان اندلع في أبريل 2023 بسبب صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تشريد الملايين وتدمير واسع للبنية التحتية في مناطق عدة، خاصة دارفور، في وقت يواصل فيه الجيش تقدمه نحو الخرطوم بينما تسعى الدعم السريع للحفاظ على معاقلها في الغرب.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك