تحفة فنية عمرها قرن تتجاوز التوقعات وتحقق رقماً قياسياً جديداً في مزاد الساعات بالمملكة المتحدة
ساعة جيب بريطانية عتيقة تعود لعام 1907، صُنعت في كوفنتري، تحطّم الأرقام القياسية في مزاد سويسري، محققةً سعرًا خياليًا، لتثبت عراقة صناعة الساعات البريطانية، وجودة التصميم التي تتجاوز الزمن. كارل بلاير، وهو حفيد الجد الأكبر الذي صنع هذه التحفة، عبّر عن فخره ودهشته من القيمة التي وصلت إليها الساعة، والتي قُدّرت في البداية بمليون جنيه إسترليني.
لكن المفاجأة كانت أكبر، حيث بيعت الساعة بمبلغ 2.238.000 فرنك سويسري، أي ما يعادل 2.122.896 جنيهًا إسترلينيًا، وفقًا لدار مزادات “فيليبس ووتشز”، معززةً مكانة الساعات البريطانية العتيقة، كقطع فنية لا تقدّر بثمن، وتتميز الساعة بتعقيداتها المذهلة، فهي تعرض أطوار القمر، وتضم منبهًا، ومقياسًا للحرارة، ما جعلها “إحدى أكثر ساعات الجيب الكلاسيكية تعقيدًا على الإطلاق”.
ساعة الجيب تحيي ذكرى صانعها في مزاد جنيف
خلال حضوره المزاد في جنيف، وصف بلاير شعوره بـ “الصلة” التي تجمعه بجدّه الأكبر، عندما أمسك بالساعة، قائلًا: “في اليوم السابق، دُعينا إلى المعرض، وتمكنت فعلًا من حمل الساعة، ورغم أنني لم ألتقِ بجدّي الأكبر، فإنني عندما أمسكتُ بها شعرت بارتباط به”.
“جي بلاير آند سونز” تتربع على عرش صناعة الساعات البريطانية العتيقة
بعد مزاد “ديكيد وان” الذي أُقيم في التاسع من نوفمبر، أعلنت دار المزادات “فيليبس” أنّ بيع ساعة الجيب الفائقة التعقيد، من إنتاج “جي بلاير آند سونز”، سجَّل رقمًا قياسيًا عالميًا لساعة جيب بريطانية قديمة، حيث وصف كتيب المزاد شركة “جي بلاير آند سون” بأنها شركة تتّخذ من كوفنتري مقرًا لها، معروفة بإنتاجها ساعات معقّدة وزخرفية، كما أشار الكتيب إلى أنّ الساعة “تُظهر البراعة التكنولوجية المذهلة التي تميَّزت بها صناعة الساعات الإنجليزية في ذلك الوقت”، واصفًا إياها بأنها “إحدى أكثر الساعات الإنجليزية تعقيدًا”.
كوفنتري: مهد صناعة الساعات البريطانية في مطلع القرن العشرين
أوضح بلاير أنّ الشركة تأسَّست عام 1858 على يد جوزيف بلاير، الذي ابتكر أول ساعة من دون مفتاح، وصنع أجهزة للمرصد الملكي، وقد واصلت الشركة صنع الكرونومترات البحرية وساعات الجيب لعامة الناس، وأضاف: “في أوائل القرن العشرين، كانت إنجلترا بمثابة موطن صناعة الساعات قبل سويسرا”، مشيرًا إلى أن كوفنتري كانت تضم نحو ألفَي صانع ساعات، كثير منهم تخصَّص في تصنيع أجزاء مثل النوابض والمواني، كما أوضح أن تصنيع الساعة استغرق نحو 4 سنوات.
المزاد يجذب اهتمامًا عالميًا وعشاق الساعات
في المقابل، أعلنت دار “فيليبس” إبقاء هوية البائعين والمشترين سرّية، فيما أشار بلاير إلى أنّ المالك الذي اشتراها عام 1974 احتفظ بها طوال 51 عامًا، وأضاف: “نعتقد أنّ المالك إمّا أميركي أو بريطاني”، موضحًا أنه “لم يرغب في نشر اسمه في الصحف”، وأكدت متحدثة باسم دار المزادات أنّ المزاد، الذي استمرّ يومين، اجتذب 1885 مُزايدًا مُسجَّلاً من 72 دولة، مضيفةً: “حضره نحو 800 جامع ومهتم بالساعات شخصيًا، وعكست الأجواء طوال عطلة نهاية الأسبوع روح الصداقة والاحتفاء”.

تعليقات