مؤتمر الأطراف الثلاثين يقرع ناقوس الخطر مناخ متطرف يهدد مستقبل البشرية والطبيعة بأسوأ العواقب الوخيمة

تتصاعد وتيرة الكوارث المناخية حول العالم، حيث تضرب الظواهر الجوية المتطرفة المجتمعات دون هوادة، من الفيضانات التي تجتاح غزة وأوروبا، وصولًا إلى الجفاف الحاد الذي يضرب إيران، وسط جدل سياسي مستمر بشأن مستقبل الوقود الأحفوري. هذه الأحداث المناخية القاسية تزيد من معاناة الفئات الأكثر ضعفًا، خاصة النازحين واللاجئين، الذين يواجهون أمطارًا وسيولًا مدمرة وخسائر فادحة. الإحصائيات تشير بوضوح إلى ازدياد حالات النزوح القسري، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وتبني حلول بيئية مستدامة.

بينما يتناقش القادة السياسيون في مؤتمرات المناخ (COP30) حول مدى الحاجة إلى إجراءات حاسمة بشأن الوقود الأحفوري، يستمر الطقس المتطرف، الذي يتفاقم بسبب حرق النفط والغاز والفحم، في التسبب بالموت والدمار في المجتمعات حول العالم.

تتطلب مواجهة أزمة المناخ تعاونًا دوليًا وتكاتف الجهود لتقليل الانبعاثات الكربونية وتبني ممارسات صديقة للبيئة، بالإضافة إلى دعم الفئات الأكثر تضررًا من هذه التغيرات المناخية.

الكوارث المناخية وتأثيرها على الفئات الضعيفة

غزة تحت رحمة الفيضانات

في غزة، تزيد الأمطار الغزيرة من حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها النازحون الفلسطينيون الذين يقطنون في الخيام والملاجئ المؤقتة غير الملائمة، بحسب تقارير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). الأمطار الغزيرة تحوّل المخيمات إلى برك من المياه الملوثة، وتغرق العائلات مع ممتلكاتها القليلة. تدمير البنية التحتية والمنازل، وتجريف الأراضي الزراعية، يزيد من خطر الفيضانات ويجعل الحياة أكثر صعوبة.

أوروبا تواجه عواصف وفيضانات غير مسبوقة

في أوروبا، تسببت العاصفة “كلوديا” في سقوط ضحايا وأضرار جسيمة في البرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة. الفيضانات غمرت البلدات والمدن، مما أدى إلى خسائر في الأرواح والممتلكات. فالنسيا شهدت أسوأ الفيضانات المفاجئة في تاريخها، مما يوضح حجم التحديات التي تواجهها القارة في ظل تغير المناخ.

الجفاف يهدد إيران بأزمة مياه حادة

أما في إيران، فالجفاف يمثل أزمة مدمرة، حيث انخفضت معدلات هطول الأمطار بشكل كبير، وارتفعت درجات الحرارة، مما أدى إلى نقص حاد في المياه. انخفاض منسوب المياه في السدود وتقلص الغطاء الثلجي يشيران إلى أزمة حادة مستمرة منذ سنوات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لترشيد استهلاك المياه وإيجاد حلول مستدامة.

في مواجهة هذه الأزمات، يجب على الحكومات والمجتمعات تحمل مسؤولية عاجلة وملحة للتكيف مع تغير المناخ، والحد من الانبعاثات، وحماية الفئات الأشد هشاشة قبل فوات الأوان. هذه الجهود يجب أن تتضمن الاستثمار في البنية التحتية المقاومة للكوارث، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.