أسعار النفط تحافظ على توازنها الدقيق في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تثير قلق الأسواق العالمية
استقرت أسعار النفط مؤخرًا، مدعومةً بمؤشرات على استئناف النشاط في ميناء روسي حيوي، بينما حدّت المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة من حدة التراجع. تراجع خام برنت تسليم يناير بنسبة طفيفة بلغت 0.3%، ليستقر عند 64.2 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنفس النسبة، ليثبت سعره دون مستوى 60 دولارًا للبرميل، بعد ارتفاع ملحوظ تجاوز 2% يوم الجمعة، عقب هجوم استهدف منشأة نوفوروسيسك الروسية.
في تطور إيجابي، رست ناقلتان في الميناء يوم الأحد، مما يشير إلى عودة العمليات التشغيلية إلى طبيعتها، إضافة إلى ذلك، ارتفع سعر الدولار، مما قلل من جاذبية السلع المقومة به، بما في ذلك النفط.
الهجوم الأوكراني على نوفوروسيسك، بالإضافة إلى احتجاز إيران ناقلة نفط بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي، أضاف علاوة جيوسياسية جديدة لأسعار النفط، في وقت يواجه فيه السوق ضغوطًا متزايدة بسبب فائض عالمي محتمل في المعروض. هذه التطورات تلقي بظلالها على أسواق الطاقة وتزيد من حالة عدم اليقين.
مخاطر تهدد تدفقات النفط الخام
فنزويلا والسودان وتأثيرهما على سوق النفط
يراقب المتداولون عن كثب خطط إدارة ترمب في فنزويلا الغنية بالنفط، حيث صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه لا يستبعد أي خيارات، بما في ذلك التدخل العسكري، وأبدى استعداده للحوار مع الرئيس نيكولاس مادورو. وفي سياق آخر، تعطلت صادرات النفط من السودان جراء سلسلة هجمات استهدفت منشآت الطاقة الحيوية، مما أثر على تدفقات الخام من جنوب السودان، الذي يعتمد على السودان كممر أساسي لصادراته النفطية.
زيادة الإنتاج وتوقعات الفائض النفطي
في المقابل، تتخذ “أوبك+” ومنتجون من خارج التحالف خطوات لزيادة الإنتاج، مما يدفع معظم المتداولين إلى توقع فائض كبير في المعروض خلال الأشهر القادمة. يرى المحللون أن هذه الزيادات قد تضغط على الأسعار على المدى القصير.
نظرة على أسعار النفط الروسي
بدأ النفط الروسي يتداول بخصم كبير في الأيام الأخيرة، مع اقتراب موعد دخول العقوبات الجديدة على اثنين من أكبر المنتجين حيز التنفيذ، وتشير البيانات إلى أن الأسعار الحالية هي الأدنى منذ أكثر من عامين ونصف العام.
مستقبل أصول لوك أويل الروسية
مع اقتراب العقوبات، يبرز مصير الأصول العالمية لشركة “لوك أويل” الروسية، كأحد أهم الأسئلة المطروحة، حيث تشير تقارير إلى أن “شيفرون” تدرس خيارات للاستحواذ على هذه الأصول.
ارتفاع هوامش التكرير عالمياً
في الأثناء، ارتفعت هوامش التكرير بسبب الهجمات المستمرة على البنية التحتية للطاقة في روسيا، والانقطاعات في منشآت رئيسية في آسيا وأفريقيا، والإغلاقات المتكررة في أوروبا والولايات المتحدة، مما قلل من المعروض من الديزل والبنزين، وسجل المضاربون الأسبوع الماضي أكبر مركز شراء صافٍ على مؤشر الديزل الأوروبي منذ عام 2022.

تعليقات