هبوط أسعار القمح يلوح في الأفق مدفوعًا بتوقعات إمدادات وفيرة من الولايات المتحدة وباقي أنحاء العالم.

بعد تسجيلها أعلى مستوى لها في أربعة أشهر عند 5.55 دولارًا للبوشل في 5 نوفمبر، تراجعت العقود الآجلة للقمح إلى ما دون مستوى 5.40 دولارًا للبوشل، ويعزى هذا التراجع إلى استيعاب المستثمرين لتفاصيل تقرير العرض والطلب العالمي (WASDE) الصادر عن إدارة الزراعة الأمريكية لشهر نوفمبر 2025.

تحليل تقرير إدارة الزراعة الأمريكية وتأثيره على أسعار القمح

التقرير كشف عن توقعات بزيادة في إمدادات القمح الأمريكية لموسم 2025/26، بالإضافة إلى ارتفاع في المخزونات النهائية، بينما ظلت تقديرات الاستخدام المحلي دون تغيير، ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج القمح الأمريكي 1.985 مليار بوشل، مسجلاً زيادة قدرها 58 مليون بوشل، وذلك بناءً على بيانات الحبوب الصادرة في 30 سبتمبر.

نظرة على الإنتاج العالمي وتوقعات التصدير

على الصعيد العالمي، تم رفع توقعات إنتاج القمح إلى 828.89 مليون طن، بزيادة قدرها 12.69 مليون طن، وتشير التوقعات إلى أن الصادرات ستبلغ 217.21 مليون طن (بزيادة 2.49 مليون طن)، بينما ستصل المخزونات النهائية إلى 271.43 مليون طن (بزيادة 7.37 مليون طن).

دور الطلب الصيني في دعم أسعار القمح

في المقابل، ساهمت التوقعات بزيادة الطلب من الصين في توفير بعض الدعم لأسعار القمح، وخاصة بعد الاتفاقية التجارية الأخيرة مع الولايات المتحدة التي تم إبرامها الشهر الماضي، والتى من المتوقع أن تعزز واردات القمح الصيني على المدى المتوسط، ويعتبر هذا الاتفاق محفزًا رئيسيًا لتجار ومصدري القمح.

العوامل المؤثرة في سوق القمح وتوقعات مستقبلية

تتأثر أسعار القمح بعدة عوامل بما في ذلك:

  • الظروف المناخية: تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على إنتاج القمح العالمي.
  • السياسات التجارية: تلعب الاتفاقيات التجارية والتعريفات الجمركية دورًا هامًا في تحديد حجم التبادل التجاري للقمح.
  • الطلب العالمي: يمثل الطلب المتزايد من الدول المستوردة عاملاً أساسيًا في دعم الأسعار.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه العوامل مجتمعة ستساهم في تحديد اتجاه أسعار القمح في المستقبل القريب، مما يستدعي متابعة دقيقة للتطورات في الأسواق العالمية.