نائب رئيس الفيدرالي يشدد على ضرورة التروي في مسألة تخفيض معدلات الفائدة تحسبا لتبعات اقتصادية غير متوقعة.

قال نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي “فيليب جيفرسون”، إن البنك المركزي بحاجة إلى التحرك بحذر شديد في أي خطوات مقبلة لخفض أسعار الفائدة، مع اقتراب السياسة النقدية من مستويات محايدة لا تفرض ضغوطًا إضافية على التضخم.

 

وأوضح “جيفرسون” خلال فعالية ينظمها الفيدرالي في كانساس سيتي، الإثنين، أنه يرى أن الخفض الأخير للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يُعد قرارًا مناسبًا، في ظل ارتفاع المخاطر التي تواجه سوق العمل، وتراجع الضغوط التضخمية نسبيًا خلال الفترة الأخيرة.

 

وأضاف أن موقف السياسة النقدية لا يزال مقيدًا إلى حد ما، لكنه أصبح قريبًا من المستوى المحايد الذي لا يدعم النمو الاقتصادي ولا يقيده، مشيرًا إلى أن المخاطر الحالية تتطلب التحرك بحذر مع الاقتراب من هذا المستوى.

 

وأشار “جيفرسون” إلى أن سوق العمل يشهد تباطؤًا تدريجيًا، رغم نقص البيانات الحكومية الرسمية، موضحًا أن طلبات إعانات البطالة الواردة من الولايات تراجعت خلال الفترة الأخيرة.

 

تأتي تصريحات “جيفرسون” في وقت يترقب فيه الأسواق العالمية قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وتأثيرها المحتمل على النمو الاقتصادي العالمي، ومعدلات التضخم، فالسوق يراقب عن كثب أي إشارة من مسؤولي الفيدرالي حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.

 

ويؤكد خبراء الاقتصاد أن تصريحات “جيفرسون” تعكس حرص البنك المركزي على تحقيق توازن دقيق بين دعم النمو الاقتصادي، والسيطرة على التضخم، وهو تحدٍ كبير يواجهه الفيدرالي في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

 

الاحتياطي الفيدرالي وخفض أسعار الفائدة: حذر وتأني

تصريحات “فيليب جيفرسون” نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، تسلط الضوء على النهج الحذر الذي يتبعه البنك المركزي في التعامل مع أسعار الفائدة، فالاقتراب من المستوى المحايد للسياسة النقدية، يستدعي دراسة متأنية لكل خطوة لضمان عدم التأثير سلبًا على الاقتصاد أو التسبب في ارتفاع التضخم.

تأثيرات خفض الفائدة الأخير على سوق العمل والتضخم

يرى “جيفرسون” أن الخفض الأخير للفائدة كان قرارًا صائبًا، نظرًا للمخاطر التي تواجه سوق العمل، والتراجع النسبي في الضغوط التضخمية، هذا الخفض يهدف إلى تخفيف الأعباء عن الشركات والأفراد، وتحفيز الإنفاق والاستثمار، لكنه في الوقت ذاته يجب أن يتم بشكل مدروس لعدم إشعال فتيل التضخم مجددًا.

تباطؤ سوق العمل: مؤشرات وتحليلات

على الرغم من عدم وجود بيانات رسمية قاطعة، يشير “جيفرسون” إلى وجود تباطؤ تدريجي في سوق العمل، وأن تراجع طلبات إعانات البطالة يعكس هذا التوجه، فمراقبة سوق العمل عن كثب، وتحليل المؤشرات المتاحة، يساعد الفيدرالي في اتخاذ القرارات المناسبة بشأن السياسة النقدية، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

مستقبل السياسة النقدية: بين النمو والتضخم

الموازنة بين دعم النمو الاقتصادي، والسيطرة على التضخم، تمثل تحديًا مستمرًا للاحتياطي الفيدرالي، فخفض أسعار الفائدة قد يحفز النمو، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع التضخم، ورفعها قد يكبح التضخم، لكنه قد يضر بالنمو، لذا يجب على الفيدرالي أن يدرس بعناية جميع العوامل الاقتصادية، وأن يتخذ القرارات التي تخدم مصلحة الاقتصاد على المدى الطويل، وتصريحات “جيفرسون” تؤكد أن البنك المركزي يدرك تمامًا هذه التحديات، ويعمل على مواجهتها بحذر وتأني.