تراجع أسعار النفط عالميًا مع عودة التحميل من ميناء روسي رئيسي يثير قلق الأسواق ومخاوف من تخمة المعروض.

تراجعت أسعار النفط يوم الاثنين، لتتخلى عن بعض مكاسبها التي حققتها الأسبوع الماضي، وذلك بعد استئناف عمليات التحميل في ميناء نوفوروسيسك الروسي الحيوي، الذي يطل على البحر الأسود، والذي شهد توقفاً مؤقتاً لمدة يومين بسبب هجوم أوكراني. هذا التطور ساهم في تخفيف المخاوف بشأن تعطل الإمدادات العالمية، مما أثر على معنويات السوق.

انخفض سعر خام برنت بمقدار 6 سنتات، أي بنسبة 0.09%، ليصل إلى 64.33 دولاراً للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 8 سنتات، أي بنسبة 0.13%، ليبلغ 60.01 دولاراً.

وكان الخامان القياسيان قد ارتفعا بأكثر من 2% يوم الجمعة، منهين الأسبوع بمكاسب متواضعة، بعد تعليق روسيا للصادرات من ميناء نوفوروسيسك ومحطة تابعة لاتحاد خط الأنابيب في بحر قزوين، مما أثر على ما يعادل 2% من الإمدادات العالمية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مؤقت.

تأثير الهجمات الأوكرانية على أسعار النفط

على الرغم من استئناف ميناء نوفوروسيسك تحميل النفط يوم الأحد، وفقاً لمصادر في القطاع وبيانات شركة LSEG، إلا أن تصاعد الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية الروسية لا يزال يشكل مصدر قلق للأسواق، خوفاً من حدوث المزيد من الاضطرابات. القوات المسلحة الأوكرانية كانت قد أعلنت استهداف مصفاة ريازان النفطية، بالإضافة إلى مصفاة نوفوكويبيشيفسك في منطقة سامارا الروسية، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.

تقييم تأثير الهجمات على إمدادات النفط الروسية

المحللون يتوقعون تقلبات في أسعار النفط، حيث يحاول المستثمرون تقييم التأثير طويل الأمد للهجمات الأوكرانية على صادرات النفط الخام الروسية، وفي الوقت نفسه، يقومون بجني الأرباح بعد ارتفاع الأسعار الذي شهدته تعاملات يوم الجمعة الماضي، وفقًا لتصريحات توشيتاكا تازاوا، المحلل في شركة فوجيتومي سيكيوريتيز.

نظرة مستقبلية على أسعار خام غرب تكساس الوسيط

تازاو أضاف، أن الأسواق لا تزال ترى فائضاً في المعروض بسبب زيادات الإنتاج من تحالف أوبك+، مشيراً إلى أن خام غرب تكساس الوسيط قد يبقى قريباً من مستوى 60 دولاراً للبرميل، مع تذبذب ضمن نطاق ضيق نسبياً.

تأثير العقوبات الغربية على إمدادات النفط الروسية

بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون تأثير العقوبات الغربية على الإمدادات الروسية ومسارات التجارة، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات تحظر التعاملات مع شركتي النفط الروسيتين “لوك أويل” و “روسنفت”، في محاولة للضغط على موسكو للدخول في محادثات سلام بشأن أوكرانيا، كما أشار الرئيس الأميركي إلى إمكانية فرض عقوبات على أي دولة تتعامل تجارياً مع روسيا، مع احتمال إدراج إيران ضمن هذه القائمة.