ارتفاع الطلب على ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية يفاقم أزمة الرقائق ويثير مخاوف لصناعات السيارات والهواتف الذكية

يحذر خبراء صناعة الرقائق ومحللو السوق من احتمال حدوث نقص حاد في رقائق الذاكرة، الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على قطاع الإلكترونيات الاستهلاكية وصناعة السيارات خلال العام المقبل، وذلك بسبب تركيز الشركات على تلبية الطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي.

وفي سياق متصل، صرح الرئيس التنفيذي لشركة “SMIC”، أكبر شركة صينية لتصنيع الرقائق، بأن المخاوف من هذا النقص المحتمل دفعت العملاء إلى تأجيل طلباتهم لأنواع أخرى من الرقائق المستخدمة في منتجاتهم المتنوعة، مما يعكس حالة من عدم اليقين تسيطر على السوق. ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه العالم طفرة في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يزيد الضغط على مصنعي الرقائق لتلبية هذا الطلب المتزايد.

ويشير المحللون إلى أن هذه المخاوف المتعلقة بمحدودية الإمدادات تأتي في ظل تركيز كبار مصنعي الرقائق على إنتاج الرقائق المتقدمة الخاصة بالذاكرة المستخدمة في الحوسبة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مع تقليل التركيز على حجم الإنتاج المطلوب لتلبية احتياجات المنتجات الاستهلاكية اليومية.

تداعيات نقص رقائق الذاكرة على الصناعات المختلفة

تأثير محدودية المعروض على أسعار رقائق الذاكرة

مع تزايد المخاوف بشأن محدودية الإمدادات، تشير التقارير إلى أن شركات تصنيع الذاكرة قد بدأت بالفعل في رفع أسعار رقائقها، فقد ذكرت وكالة رويترز أن شركة Samsung Electronics قد رفعت أسعار بعض رقائق الذاكرة بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بأسعار شهر سبتمبر.

تأثير النقص على الهواتف الذكية والأجهزة منخفضة التكلفة

أشار مدير الأبحاث في Counterpoint Research إلى أن ارتفاع أسعار الذاكرة وقلة توافرها يثيران مخاوف بشأن اختناقات الإنتاج، وأضاف أن القيود المفروضة على الإمدادات تؤثر بشكل كبير على الهواتف الذكية منخفضة التكلفة وأجهزة الاستقبال الرقمية، محذراً من أن هذا الخطر قد يتسع ليشمل قطاعات أخرى.

الصين الأكثر تضرراً من نقص الإمدادات

أوضحت التقارير أن الصين قد تكون “الأكثر تضرراً” بسبب اعتمادها الكبير على الأجهزة منخفضة التكلفة، مع التأكيد على أن قيود الإمداد تمثل مشكلة عالمية تتجاوز حدود دولة بعينها.

هل يتحمل المستهلكون ارتفاع تكلفة رقائق الذاكرة؟

أشار تقرير صادر عن TrendForce إلى أن صناعة الذاكرة قد بدأت بالفعل دورة أسعار صاعدة قوية، مما قد يجبر العلامات التجارية إلى رفع أسعار التجزئة، وبالتالي زيادة الضغط على السوق الاستهلاكية، وتوقعت المجموعة البحثية زيادة الضغوط السعرية وارتفاع الطلب على المنتجات الاستهلاكية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.