ارتفاع جنوني في أسعار الذهب خبير اقتصادي يحلل الأسباب العميقة ويكشف التوقعات المستقبلية المؤثرة على الأسواق العالمية

قال الخبير الاقتصادي الدكتور أشرف غراب إن أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا ملحوظًا على المستويين العالمي والمحلي، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل متشابكة، يأتي في مقدمتها الغموض الذي يحيط بالاقتصاد الأمريكي بسبب الإغلاق الحكومي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي بدأت بفرض تعريفات جمركية من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على المنتجات الصينية، وما تبع ذلك من تهديدات متبادلة بفرض رسوم مماثلة، ويزيد من هذا الضغط قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة، وهو ما يصب في مصلحة الذهب، حيث يؤدي إلى تراجع قيمة الدولار عالميًا.

وأوضح غراب في تصريحات صحفية أن هذه العوامل مجتمعة ساهمت بشكل كبير في زيادة الإقبال على شراء الذهب منذ بداية العام الجاري، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المعدن الأصفر عالميًا، كما أن النزاعات المالية بين القوى الكبرى مثل أمريكا والصين وروسيا، واتجاه العديد من الدول نحو تكوين احتياطيات كبيرة من الذهب لتعزيز عملاتها الوطنية وتقليل الاعتماد على الدولار، ساهم في زيادة الطلب على الذهب، إضافة إلى إقبال المستثمرين العالميين على صناديق الاستثمار في الذهب، وهو ما خلق طلبًا يفوق المعروض ورفع الأسعار بشكل كبير.

العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب

زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب

أشار غراب إلى أن البنوك المركزية حول العالم، وعلى رأسها البنك المركزي الصيني، قامت بزيادة مشترياتها من الذهب خلال الفترة الماضية، وذلك كوسيلة للتحوط ضد حالة عدم اليقين وتنويع حيازاتها بعيدًا عن العملات التقليدية، بالإضافة إلى زيادة التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، وزيادة الإقبال الاستهلاكي في الأسواق الآسيوية، خاصة في الهند، وقد أدى ذلك إلى خلق أساس قوي لارتفاع أسعار الذهب.

تأثير العرض والطلب على أسعار الذهب

أكد غراب على أن قلة المعروض من الذهب عالميًا، بالتزامن مع تزايد الطلب عليه من مختلف الجهات، بما في ذلك البنوك المركزية والمستثمرين والمستهلكين، يعتبر من أهم العوامل التي تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع، ففي ظل هذه الظروف، يصبح الذهب ملاذًا آمنًا يلجأ إليه الجميع لحماية قيمة مدخراتهم وأصولهم.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

من المتوقع أن يستمر الذهب في الحفاظ على قيمته كملاذ آمن في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم، وقد تشهد الأسعار مزيدًا من الارتفاع في حالة تفاقم التوترات التجارية أو حدوث أزمات اقتصادية مفاجئة.