السوق السعودية تستعيد عافيتها بدعم من شهية المستثمرين لأسعار مغرية عقب تراجع استمر لثلاث جلسات متتالية

بعد موجة هبوط استمرت لثلاث جلسات، استعادت سوق الأسهم السعودية نشاطها في بداية تداولات اليوم الإثنين، مدفوعة باقتراب المؤشر العام من مستوى دعم فني هام، حيث رأى المستثمرون في هذا التراجع فرصة سانحة لاقتناص الأسهم بأسعار مغرية، وبلغت الأسعار مستويات جاذبة للمستثمرين.

أوضح ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، أن السوق قد تجاوزت متوسطات 50 و 100 يوم، إلا أنها تقترب حاليًا من مستوى دعم فني عند 11 ألف نقطة، مع تباطؤ ملحوظ في وتيرة البيع، وهو ما انعكس على انخفاض قيم التداولات، وهذا يعتبر مؤشر إيجابي.

افتتح المؤشر العام “تاسي” الجلسة على ارتفاع بنسبة 0.4% ليصل إلى 11077 نقطة، وذلك بعد خسائر تجاوزت 1% في الجلسة السابقة، مع تراجع قيم السيولة إلى أقل من ثلاثة مليارات ريال، وشهدت الجلسة ارتفاعًا في أسهم قيادية مثل “أرامكو” و”مصرف الراجحي” و”البنك الأهلي”، بينما قفز سهم “الحفر العربية” بأكثر من 6% بعد إعلان الشركة عن تمديد عقود بقيمة تتجاوز ملياري ريال.

الأسهم السعودية بأسعار مغرية في ظل غياب المحفزات

ترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن ضعف قيم التعاملات لا يعكس بالضرورة موجة بيع هستيرية، بل يعكس فتورًا في معنويات المتعاملين بعد انتهاء موسم النتائج، بالإضافة إلى التصريحات الرسمية حول دراسة تعديل ملكية الأجانب في العام المقبل، وهذا ما أثر على حجم التداولات بشكل ملحوظ.

وأضافت أن السوق وصلت إلى مستويات جاذبة بلا شك، لكن غياب المحفزات يعتبر عاملاً ضاغطًا، فالتعاملات في السوق الآن انتقائية وحذرة من جانب الأفراد، وذلك تحسبًا لبدء تمركز المستثمرين طويلي الأجل قبيل نهاية العام، حيث ينتظر السوق محفزات قوية تدفع المؤشر للصعود.

زيارة ولي العهد للولايات المتحدة قد تعزز معنويات المستثمرين

من جانبه، توقع المحلل المالي محمد الميموني أن يكون لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المرتقبة إلى الولايات المتحدة تأثير إيجابي على نفسية المتعاملين، إذ عادة ما تشهد مثل هذه الزيارات الإعلان عن صفقات استثمارية كبرى قد تعود بالنفع على الشركات، وهذا يعتبر عامل محفز للسوق.

وأوضح أن تلك الصفقات ستعزز أيضًا شهية المستثمرين الأجانب، خاصة وأن أسهم بعض القطاعات الكبرى مثل البنوك والرعاية الصحية والمواد الأساسية يجري تداولها دون قيمتها العادلة، مما يشكل عامل جذب استثماري على المدى الطويل، وهذا يمثل فرصة استثمارية مهمة.

“الحفر العربية” تعزز سجل أعمالها بعقود جديدة مع أرامكو

أعلنت شركة “الحفر العربية” اليوم عن تجديد أربعة عقود لحفاراتها مع شركة النفط العملاقة “أرامكو”، وأوضحت الشركة أن هذه العقود تضيف نحو 30 سنة تشغيلية جديدة إلى سجل أعمالها المستقبلي، وتعززه ليصل إلى 12.2 مليار ريال بنهاية العام، مما يعزز من مكانة الشركة في السوق.

أشار الخالدي خلال مقابلة مع “الشرق” إلى أن ثلاثة من العقود الأربعة كانت ضمن اتفاقيات سابقة، بينما يعتبر عقد واحد جديدًا، لكنه أكد على أن القيمة الإجمالية كبيرة وتعزز سجل أعمال الشركة، مما يمنحها قدرة أكبر على التنبؤ بالإيرادات، وهذا يؤثر بشكل إيجابي على أداء السهم.

وأضاف أن الشركة سجلت خسائر في الربع الثالث، وكان معظمها ناتجًا عن تعليق عمل منصات الحفر، لكن زيادة إنتاج أرامكو أعطى زخمًا للشركة، حتى أن سهمها كان أداؤه أفضل من أداء السوق خلال الفترة الماضية، وهذا يعكس الثقة في أداء الشركة المستقبلي.