الذهب يحقق مكاسب وسط ترقب حذر لبيانات اقتصادية أمريكية حاسمة تحدد مسار السياسة النقدية ومستقبل المعدن النفيس
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا اليوم الاثنين، وسط ترقب حذر من المستثمرين لصدور سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن تقدم رؤى جديدة حول توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، خاصة فيما يتعلق بمسار أسعار الفائدة المستقبلية.
وبحلول الساعة 0256 بتوقيت جرينتش، سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.1 بالمئة ليصل إلى 4083.92 دولارًا للأوقية (الأونصة).
في المقابل، تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.2 بالمئة، لتستقر عند 4085.30 دولارًا للأوقية.
ويرى تيم ووتر، كبير محللي السوق لدى شركة كيه.سي.إم تريد، أن “ضغط البيع الذي تعرض له الذهب يوم الجمعة ربما كان مبالغًا فيه بعض الشيء، وهو ما يفسر الانتعاش الطفيف الذي نشهده في حركة السعر اليوم”.
وأشار ووتر إلى أن “تراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الاتحادي في الشهر المقبل يمثل عائقًا أمام ارتفاع الذهب، نظرًا لطبيعته كأصل لا يدر عائدًا. ورغم انتهاء الإغلاق الحكومي، لا يزال هناك غموض يحيط بتقييم الأسواق وحتى الاحتياطي الاتحادي للأداء الاقتصادي الحقيقي”.
وينصب تركيز المشاركين في السوق حاليًا على البيانات الاقتصادية الأمريكية المنتظر صدورها هذا الأسبوع، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر المقرر صدوره يوم الخميس، والذي سيقدم مؤشرات حاسمة حول قوة أكبر اقتصاد في العالم.
وتظهر أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي أن المتعاملين يتوقعون حاليًا بنسبة 46 بالمئة خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الشهر المقبل، وهو انخفاض ملحوظ من نسبة 50 بالمئة التي كانت سائدة في وقت سابق من الأسبوع.
تجدر الإشارة إلى أن الذهب، الذي لا يدر عائداً، يميل إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وخلال فترات الضبابية الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، فقد سجلت الفضة في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.8 بالمئة لتصل إلى 50.96 دولارًا للأوقية.
كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.7 بالمئة إلى 1552.36 دولارًا، وصعد البلاديوم بنسبة 1.7 بالمئة ليصل إلى 1408.13 دولارات.
توقعات أسعار الذهب: نظرة على السوق
يشهد سوق الذهب حاليًا حالة من الترقب والانتظار، حيث يترقب المستثمرون البيانات الاقتصادية الأمريكية، والتي ستكون بمثابة بوصلة تحدد اتجاهات السوق في الفترة القادمة، فبيانات التوظيف والتضخم، على وجه الخصوص، ستلقي الضوء على قوة الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي تحدد مدى حاجة مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة أو التوقف والتحول نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً.
تأثير أسعار الفائدة على الذهب
عادة ما يكون لأسعار الفائدة تأثير عكسي على أسعار الذهب، فعندما ترتفع أسعار الفائدة، يميل المستثمرون إلى تفضيل الأصول التي تدر عائدًا، مثل السندات، على الذهب الذي لا يوفر أي عائد. وعلى العكس من ذلك، عندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح الذهب أكثر جاذبية كونه يحافظ على قيمته في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
العوامل المؤثرة الأخرى في أسعار الذهب
بالإضافة إلى أسعار الفائدة، هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في أسعار الذهب، بما في ذلك التضخم، وعدم الاستقرار السياسي، والطلب على المجوهرات، والتغيرات في قيمة الدولار الأمريكي. فعادة ما يعتبر الذهب ملاذاً آمناً في أوقات التضخم وعدم اليقين السياسي، مما يزيد الطلب عليه ويرفع سعره.
تحليل فني لأسعار الذهب
من الناحية الفنية، يراقب المحللون مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية في سوق الذهب لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة. فكسر مستوى مقاومة رئيسي قد يشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي، بينما كسر مستوى دعم رئيسي قد يشير إلى استمرار الاتجاه الهبوطي. كما يستخدم المحللون مجموعة متنوعة من المؤشرات الفنية الأخرى، مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية، لتحديد قوة الاتجاه وتحديد نقاط التحول المحتملة.

تعليقات