اللمس وفن صناعة كسوة الكعبة المشرفة: تراث سعودي خالد
ينتقل الزائر عبر حاسة اللمس إلى قطع أصلية من خيوط الحرير الخام التي يتم صباغتها بالألوان التراثية، ورؤية تفاصيل تطريز الكسوة باستخدام خيوط من الفضة المطلية بالذهب، والتي تتطلب سنوياً أكثر من 100 كيلوغرام من الذهب و120 كيلوغراماً من الفضة، مع التعرف إلى ملمس رخام «تاسوس» المستخدم في أرضيات الحرمين، والذي يحتفظ ببرودته طوال اليوم، كما يستكشف الزائر السجاد الأخضر المعتمد منذ 1434هـ، والمزود بطبقات نانو مقاومة للبكتيريا، إلى جانب نسخة من مصحف برايل الموجه لأصحاب الإعاقة البصرية.
التجارب الحسية في التعطير والطهي الروحي: أسرار الطيب والتذوق
تكتمل الرحلة مع حاسة الشم عبر التعرف على أسرار العطور المستخدمة في تعقيم الكعبة وتعطير الحرمين الشريفين، مثل مزيج ماء زمزم، دهن الورد، ودهن العود، التي تُحضَّر بدقة فائقة ويُعاد تطبيقها خمس مرات يومياً، مع استخدام كميات متفاوتة من البخور، تصل إلى 2 كيلوغرام يوم الجمعة، وتتصاعد الكميات في مواسم الحج ورمضان، كما يتعرف الزوار على أدوات التعطير التقليدية والحديثة، وتقنيات حفظ نقاء الروائح، بينما تمر تجربة التذوق عبر تحلية ماء زمزم المبارك وتمور العجوة التي تُقدم في المسجد النبوي.
البصر وعالم الواقع الافتراضي: تجربة ثلاثية الأبعاد لمراسم الكسوة
تتيح تجربة البصر في الجناح للزائر الانغماس في مراسم تغيير كسوة الكعبة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي «VR» بزاوية 360 درجة، حيث يشارك في متابعة عملية تعطير الحجر الأسود والركن اليماني والملتزم، ويرى مشاهد تبخير الحرم المكي كما لو كان جزءاً من الفريق، ما يعزز الإدراك والارتباط الروحي بالمكان الذي يحظى بأعلى درجات القداسة.
تعكس جهود الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين، من خلال هذه التجربة المتكاملة التي تعتمد على حواس الزائر، مدى عمق الالتزام السعودي في تقديم أرقى مستويات الراحة والخدمة المعتمدة على تكنولوجيا متقدمة، ومواد فاخرة وتراث أصيل، لتجعل كل زيارة للحرمين تجربة روحية وحسية متكاملة لا تُنسى، تبرز الجهود الهندسية والحرفية والرعوية التي تضمن استدامة قدسية المكان وروعة تجربته.
تعليقات