توقعات سعر الذهب وتأثير انهيار الجنيه السوداني على الاقتصاد وأسواق العملات في نوفمبر 2025

يستمر سعر الدولار في السودان في الارتفاع المستمر، ما يعكس حالة شلل اقتصادي غير مسبوقة تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين.

شهد سعر الدولار في السوق الموازي بالسودان، يوم الأحد 16 نوفمبر 2025، ارتفاعًا قياسيًا وصل إلى 3800 جنيه للبيع و3700 جنيه للشراء، مما يعكس تدهور الجنيه السوداني بأكثر من 560% منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حينما كان سعر الدولار يبلغ 560 جنيهًا فقط، وهذا الانهيار يشكل ضغطًا هائلاً على الاقتصاد السوداني.

تأثير انهيار سعر الدولار على السوق السوداني والمضاربة النقدية

عجز السوق النقدي في السودان يتفاقم مع استمرار ارتفاع سعر الدولار، حيث توقفت كثير من المعاملات الاقتصادية التقليدية وتحولت إلى مضاربات عملة مكثفة، وأصبح الطلب على الدولار هو العامل الأساسي في تحريك الأسواق مع تراجع ثقة المواطنين في الجنيه السوداني، وفقدان الاستقرار المالي، إذ ارتفع سعر الدولار من حوالي 600 جنيه إلى أكثر من 3800 جنيه خلال العام الحالي، مما ينذر بمزيد من التدهور إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

تداعيات القرارات الحكومية على سعر الدولار في السودان

أثرت قرارات الحكومة المتضاربة، مثل تحرير استيراد الوقود وفتح مجال تداول العملات للمصارف التجارية، على تعميق الأزمة النقدية في السودان، إذ فشلت هذه الإجراءات في معالجة جذور الأزمة التي تتمثل في فقدان الثقة بالنظام المالي بسبب التضارب في التصريحات والمواقف الحكومية.

وتفاقم التوتر في السوق بعد تصريحات وزير المالية جبريل إبراهيم التي توقع فيها ارتفاع سعر الدولار إلى 10,000 جنيه، إضافة إلى إصدار البنك المركزي لفئة نقدية جديدة بقيمة 2000 جنيه دون دعم نقدي أو احتياطي ذهبي، مما زاد من مخاوف المستثمرين والأفراد تجاه السياسات النقدية للسودان.

ارتفاع التضخم وتأثيره على الفقر في السودان

ساهم ارتفاع سعر الدولار في دفع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على أسعار السلع الأساسية، حيث أعلنت الحكومة ارتفاع نسبة الفقر من 21% قبل اندلاع الحرب إلى 71%، مما يدل على اتساع دائرة المعاناة الاقتصادية للأسر السودانية، وحذر البنك الإفريقي للتنمية من أن التضخم المتصاعد أدى إلى تراجع كبير في القدرة الشرائية.

توقعات مستقبلية لسعر الدولار وتأثير الحرب على الاقتصاد

تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن سعر الدولار في السودان قد يتجاوز 5000 جنيه في النصف الأول من عام 2026، وقد يصل إلى 10,000 جنيه إذا استمر الوضع الراهن دون حلول جذرية، وهذا السيناريو المتشائم قد يؤدي إلى تعميق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بسبب استمرار الحرب وعدم تنفيذ إصلاحات مالية وإدارية فعالة.

الحلول الاقتصادية المطلوبة لمواجهة أزمة سعر الدولار السوداني

تحتاج السودان إلى إجراءات عاجلة وفعالة لإصلاح النظام النقدي، وتحقيق استقرار سعر الدولار، عبر تعزيز ثقة السوق في السياسات الحكومية، إلى جانب دعم المجتمع الدولي لتوفير الدعم المالي والاستثماري، وتحقيق استقرار العملة الوطنية وتخفيف آثار الحرب على الاقتصاد، وهذا يتطلب خطة متكاملة تشمل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية لمواجهة تحديات التضخم وفقدان الدولار وتدهور القدرة الشرائية.