على نيةِ تنذكر ، وما تنعاد ، شهد وسط بيروت تجمعا في الذكرى الخمسين للحرب الاهلية بحضورِ رئيس الحكومة نواف سلام الذي دعا للتعلمِ من مآسي الحرب الاهلية كي لا نُكررها. فالكلُ هناك عبَّر بدقيقةِ صمتٍ عن تهيبهِ للذكرى، وما جرّته على لبنان من ويلاتْ، فيما المطلوبُ اليوم فرضُ صمتٍ دائم على تلك الاصوات التي تتعالى بين الفينة والاخرى لتبثَ السمومَ الطائفيةَ على مساحةِ الوطن، هؤلاء الذين يتلطونَ خلفَ المتاريس المُدعَّمة خارجيا ، ويتخندقونَ في صفوفِ أعداء الوطن، ليطلقوا رصاصِهم الطائفي والمذهبي خدمةً لاولياءِ نعمتهم ، هؤلاء الذين يعتبرون المناسبةَ الالمية يوبيلا ذهبيا ، ويحنون الى تلك الأيام الكارثية.

الايام الكارثية فعلا يعيشها أهلُ قطاع غزة جرَّاء سياسةِ الابادة الجماعية ، فيما يطالعنا وزيرُ حرب العدو يسرائيل كاتس بسناريوهات أشد كارثية ، السيناريو الاول يَقضي بحسبِ الوزير الصهيوني بمحوِ غزة بالكامل، أما الثاني فيَقتصرُ على استهدافِ مناطقَ محددة في إطار سعي الاحتلال لاستعادة الجنود الصهاينة الاسرى.

فضمن أي سيناريو يمكنُ وضعُ المجازر المتواصلة ، واستهدافُ الصروح الطبية ، وآخرُها المستشفى الأهلي المعمداني في غزة. حزبُ الله دان بِشدة قصف الاحتلال للِمستشفى واخراجه عن الخدمة، واعتبر أن هذا الاعتداءُ السافر يُشكّل جريمةَ حرب موصوفةْ من قبلِ الاحتلال الذي يضربُ عرضَ ‏الحائط كلَّ القوانين الإنسانية والدولية.

لكن ما لا يقدرُ جيش الاحتلال على ضربه عرض الحائط الحقيقة بأنَّ أكثرَ من مئة الف مستوطن اَوقفوا خدمتهم في الاحتياط . أزمةٌ اعتبرها الاعلامُ العبري بأنها الأكبر التي يوجهها الجيشُ في هذا الخصوص منذ عقود من قبل مستوطنينَ متعبينَ ومحبطينَ من طول أمد الحرب ، وآخرين فقدوا وظائفهم بسببها ، يُضاف اليهم من يفقدون أعصابهم بالصواريخ اليمنية ، وآخرها صاروخان أدخلا الملايين الى الملاجئ، وعلقا العملَ لبعضِ الوقت في مطار بن غوريون.

كما يُضاف الى ذلك كله قلقٌ في كيان الاحتلال يعيشه بالأخص رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو من الاجواء الايجابية التي تحدث عنها الطرفان الايراني والأميركي بعد الجولة الأولى من محادثات مسقط.

المصدر: المنار