تحديات أرباح شركات الأسمنت السعودية في ظل حرب الأسعار
على الرغم من أن قطاع الأسمنت في السعودية سجل نموًا بنسبة 12% في المبيعات خلال الربع الثالث مقارنة بالعام السابق، إلا أن هذا النمو لم يترجم إلى أرباح، حيث انخفضت أرباح القطاع بأكثر من 52%، وهو مؤشر واضح على الضغوط الهيكلية التي تواجه الشركات، ويعكس هذا التفاوت بين ارتفاع حجم المبيعات وتراجع الأرباح أن المشكلة الأساسية ليست في الطلب، بل في فائض الطاقة الإنتاجية، إذ يتجاوز العرض الطلب الفعلي، مما أدى إلى اندلاع حرب أسعار عنيفة لتصريف الإنتاج بغض النظر عن الربحية.
تأثير تخمة المعروض على السوق وتخفيض الأسعار
السوق لا يعاني من ضعف الطلب، وإنما يعاني من فائض في المعروض، خصوصًا في مخزون الكلنكر، المادة الأساسية لصناعة الأسمنت، التي تحتاج إلى تخزين مكلف ومساحات واسعة، وتفقد خصائصها خلال عام واحد، مما يجعل الاحتفاظ بها غير مجدي اقتصاديًا، وهذا دفع شركات الأسمنت إلى تصريف المخزون بأسعار منخفضة جدًا، ليس بهدف التوسع بل للهروب من تكاليف التخزين، مما أدى إلى تآكل الهوامش الربحية وخلق بيئة تنافسية حادة تصل إلى البيع بأقل من تكاليف الإنتاج.
تعليقات