تشير التوقعات العالمية إلى أن الطلب على النفط يشهد نمواً ملحوظاً في الربع الرابع من عام 2025 (Q4)، مع نمط موسمي واضح وزيادة نشاط القطاعات الاقتصادية مع اقتراب نهاية العام، ويأتي ذلك في ظل استقرار أسعار خام برنت فوق مستوى 85 دولاراً للبرميل، ما يعزز حالة من التفاؤل الحذر في أسواق الطاقة، ورغم ذلك، يبقى المفتاح الأساسي لتحقيق هذه التوقعات واقعياً في يد الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط عالمياً، حيث تلعب قوة واعتماد الاقتصاد الصيني على الطاقة دوراً حاسماً في تحديد اتجاه أسعار النفط سواء نحو الارتفاع الكبير أو التراجع، حسب ما أعلنته وكالة بلومبرغ.
تتفق تقارير وكالات الطاقة العالمية الكبرى على أن الربع الرابع يتميز بزيادة واضحة في الطلب على النفط بسبب احتياجات التدفئة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، خصوصاً مع ارتفاع الاستهلاك لزيت الغاز، إلى جانب تزايد حركة السفر الجوي والبري خلال عطلات عيد الشكر وعيد الميلاد، ما يرفع استهلاك وقود الطائرات والبنزين بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة وأوروبا، كما تُعزز مؤشرات مديري المشتريات الصناعية (PMI) تحسناً ملحوظاً في الطلب على الوقود الصناعي، وتبرز الصين كميزان عالمي للطلب النفطي باستهلاك يتجاوز 15 مليون برميل يومياً، ما يجعل أي تغيير في نمو اقتصادها له أثر مباشر وفوري على سوق النفط.
تحديات وفرص في سوق النفط العالمي
تواجه الصين تحديات ملموسة في قطاع العقارات، رغم الدعم المستمر لقطاع الصناعة، ما يخلق حالة من التوازن الحذر بين نمو التصنيع وضعف قطاع البناء، وينعكس ذلك على استهلاك الوقود والطاقة، بالإضافة إلى تأثير سياساتها في إدارة الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية، حيث يمكن أن تؤدي عمليات ملء الاحتياطات إلى امتصاص فائض الإنتاج العالمي، بينما يؤدي التخفيف منها إلى زيادة المعروض في السوق، مما يزيد من تقلبات الطلب والأسعار.
تعليقات