عمّان – مع انطلاق موسم عصر الزيتون في الأردن وبدء المعاصر في استقبال الثمار، يتجلى واقع إنتاج الزيتون بضعف غير مسبوق منذ أكثر من عقدين، نتيجة لشح الأمطار، وجفاف المواسم المتكرر، وارتفاع درجات الحرارة الحاد، خصوصا في المناطق البعلية غرب البلاد، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج وتراجع المحصول بشكل ملحوظ، مما أثر على المعاصر التي شهدت توقفا مؤقتا بسبب قلة الثمار وجودتها العالية رغم قلة الكمية، حيث يُقدّر إنتاج الزيت في الأردن هذا العام بين 18 و20 ألف طن مقارنة بمتوسط سنوي يتراوح بين 25 و40 ألف طن، حسب تقديرات نقابة أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون، مما يعكس حجم الأزمة التي يواجهها قطاع الزراعة خاصة زيت الزيتون.
أسعار زيت الزيتون في الأردن ترتفع بسبب نقص الإنتاج
يواجه المستهلك الأردني موجة ارتفاع غير مسبوقة في أسعار زيت الزيتون، حيث تجاوزت الأسعار في بعض الأسواق المحلية 140 إلى 150 دينارا أردنيا (197-211 دولارا) للتنكة ذات 16 كيلوجراما، بينما تحدد النقابة سعرا استرشاديا بين 100 و120 دينارا (140-170 دولارا)، مما أثار قلق العديد من الأسر وقدرتهم الشرائية على اقتناء هذه المادة الغذائية الأساسية، الأمر الذي دفع وزارة الزراعة إلى اتخاذ قرار حاسم بوقف تصدير زيتون المائدة بالكامل، رغم وجود تعاقدات سنوية تقدر بـ4 آلاف طن، لتوجيه الإنتاج للسوق المحلية وضمان التوازن بين العرض والطلب.
وزارة الزراعة تستعد لاستيراد زيت الزيتون لسد العجز في السوق
في خطوة غير مسبوقة منذ عقود، بدأت وزارة الزراعة الأردنية بالتحضير لاستيراد زيت الزيتون، حماية للسوق المحلية من الارتفاع المطرد للأسعار، وسد النقص الحاد في المعروض، مع الالتزام بالمواصفات الأردنية ومعايير الجودة، حيث كانت هذه الخطوة حتمية لمواجهة تأثيرات الجفاف والتغير المناخي التي أثرت بشكل مباشر على إنتاج الزيتون، خصوصا في وادي الأردن الذي يعاني من تراجع مياه الري، وارتفاع ملوحة الآبار الجوفية، وتذبذب ظروف الطقس.
تعليقات