ارتفاعات غير مسبوقة في سعر الذهب بسبب صدمة أسعار الأسماك في عدن والسخلة تصل 16 ألف والديرك يحطم الأرقام القياسية

22,000 ريال يمني للكيلو الواحد من سمك الديرك… أصبح سعر السمك في عدن يتخطى الذهب، مع ارتفاع حاد وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يكلف شراء 5 كيلو جرام من سمك الديرك راتب موظف لشهر كامل، مما يخلق ضغطاً كبيراً على الأسر، خصوصاً ربات البيوت اللواتي يسارعن إلى الأسواق قبل زيادة أخرى في الأسعار. شهدت أسواق الأسماك تذبذباً حاداً في الأسعار، إذ تراوحت بين 6,000 ريال للسمك الصغير (الثمد) و22,000 ريال للديرك، بفارق يصل إلى 266%، ما يفاقم الأزمة الغذائية ويضع الأسر أمام خيارات صعبة بين تأمين الغذاء أو دفع الفواتير.

ارتفاع أسعار السمك وتأثيره على الأمن الغذائي في عدن

تعتمد اليمن بشكل رئيسي على الأسماك كمصدر هام للبروتين، نظراً لموقعها الجغرافي على امتداد سواحل طويلة، غير أن الزيادة المفرطة في أسعار الأسماك تعيدنا إلى أزمة الغذاء العالمية عام 2008، حيث شهدت الأسواق موجة غلاء مماثلة. يعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أهمها ارتفاع أسعار الوقود، تدهور قيمة العملة المحلية، وصعوبات الصيد في مياه بحر عدن التي تعاني من الاضطرابات الأمنية. وحذر خبراء الثروة السمكية، مثل د. عبدالله العدني، من أن الأسعار تعكس وضع السوق الحالي، ولكن هناك حاجة ماسة لتنظيم الصيد وتحسين الإدارة لضبط الأسعار.

تحديات الأسر أمام غلاء السمك وبدائل البروتين المتاحة

في ظل هذا الغلاء، تلجأ العديد من العائلات إلى استبدال الأسماك بالبقوليات والبيض كمصادر بديلة للبروتين، ما قد يؤثر سلباً على صحة الأطفال ونموهم السليم، وفقاً لتحذيرات خبراء التغذية، الذين يربطون بين نقص البروتين الحيواني وتأثيراته الطويلة الأجل على الصحة العامة. تواجه الأسر في عدن معضلة توفير البروتين الضروري ضمن ميزانيات محدودة، بينما يرى بعضهم أن الأزمة تمثل فرصة لتطوير بدائل غذائية محلية واستثمار مستدام في الثروة السمكية عبر تحسين تقنيات الصيد والإنتاج.

آفاق الحلول والتدخلات لتثبيت أسعار السمك في عدن

تتطلب الأزمة الحالية تدخلات عاجلة من السلطات المحلية والمجتمع المدني لضمان توفير الغذاء الأساسي وعدم تحويل السمك إلى سلعة فاخرة يصعب على غالبية السكان تحمل تكاليفها، لا سيما في مدينة مثل عدن التي تحيط بها المياه من ثلاث جهات. تكمن الحلول في تحسين تنظيم سوق الأسماك، دعم الصيادين بالوقود والمعدات، وفك الحصار الاقتصادي الذي يؤثر على سلاسل الإمداد الغذائي. كما يجب إطلاق حملات توعوية لتعزيز استهلاك بدائل البروتين الذاتية وتحفيز الإنتاج المحلي لضمان استقرار أسعار الغذاء وحماية الأمن الغذائي للأسر العدنية.

تأثير أسعار السمك على الاقتصاد المحلي والمستهلكين في عدن

أسعار السمك المرتفعة تضع ضغطاً إضافياً على الاقتصاد المحلي، إذ يزيد الغلاء من معدلات الفقر وانعدام الاستقرار الغذائي، ويثير استياء المستهلكين الذين يواجهون تدهوراً في القدرة الشرائية، بينما يتحقق بعض التجار أرباحاً كبيرة على حساب الطبقات الضعيفة. يبقى التساؤل مطروحاً: هل تعكس هذه الأسعار واقعاً مؤقتاً أم بداية لتحولات دائمة في سوق الأسماك في اليمن؟ يوميات الأسر العدنية القادمة ستكشف ما إذا كان الحدث استثنائياً أو تحولاُ ثانوياً في نمط الغذاء وأساليب الاستهلاك.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *