ارتفاع سعر الذهب مدفوعاً بتزايد المخاطر الجيوسياسية في روسيا وإيران وتأثيراتها الاقتصادية

ارتفعت أسعار النفط بعد هجوم أوكراني استهدف ميناء نفطياً روسياً حيوياً، واحتجاز إيران لناقلة نفط قرب مضيق هرمز، ما أدى إلى ضَخّ علاوة سعرية جديدة ناتجة عن المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.4% ليتم التداول فوق 60 دولاراً للبرميل، بينما قفز مزيج برنت حوالى 2.2% متجاوزاً مستوى 64 دولاراً.

تداعيات الهجوم على ميناء نوفوروسيسك وأهمية البنية التحتية النفطية الروسية

أحدث الهجوم بطائرات مسيرة أضراراً كبيرة في مستودع نفطي وسفينة بميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود، وهو الميناء الذي شهد شحنة تصل إلى نحو 700 ألف برميل نفط يومياً خلال سبتمبر وأكتوبر، بحسب بيانات تتبع السفن من بلومبرغ، بينما يستقبل رصيف قريب أكثر من 1.5 مليون برميل يومياً من النفط الكازاخستاني. ووفقاً لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، فقد تم استهداف مصفاة “روسنفت” في ساراتوف للمرة الثالثة خلال الشهر، ما يعكس تصاعد وتيرة الهجمات التي تؤثر على إمدادات النفط الروسية وأسواق الطاقة العالمية.

احتجاز ناقلة نفط إيرانية وتأثيره على تدفقات النفط بمضيق هرمز

في حالة توتر إقليمية متبادلة، احتجزت القوات الإيرانية ناقلة نفط بعد عبورها مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خمس إمدادات النفط العالمية، حيث كانت السفينة تهرّب 3,000 لتر من الوقود، حسب وكالة الأنباء الإيرانية. ويأتي هذا الحادث في ظل مخاوف متزايدة من عودة إيران إلى احتجاز السفن التجارية، على الرغم من احتمال أن يكون الرد الإيراني مرتبطاً بإجراءات أميركية صارمة على صادرات النفط الإيرانية، مع استمرار صادرات إيران بتجاوز مليوني برميل يومياً خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.

تشديد العقوبات الأميركية على النفط الروسي وتأثيرها في الأسواق العالمية

تستعد الولايات المتحدة لتفعيل جديد لعقوبات النفط التي تستهدف شركتي “روسنفت” و”لوك أويل” الروسيّتين الرئيسيتين، في خطوة من شأنها زيادة الضغوط على صادرات النفط الروسية داعمة لعقوبات واسعة على موسكو. ومع ذلك، تم تمديد إعفاءات جزئية لبعض صفقات “لوك أويل” لتعزيز التعاون مع شركاء دوليين، وسط توقعات بأن تؤدي هذه القيود إلى تأثير ملموس على أسعار الوقود العالمية خلال الفترة المقبلة.

تزايد المخاوف بشأن تخمة المعروض وتأثيرها على أسعار النفط

رغم الارتفاع الأخير، تظل مخاوف تخمة المعروض قائماً، مع تراجع أسعار العقود الآجلة بنسبة 14% هذا العام نتيجة زيادة الإنتاج من منظمة “أوبك” وحلفائها، إضافة إلى الدول غير الأعضاء التي رفعت مستويات الشحنات البحرية. وأكد جون دريسكول، مدير “جي تي دي إنرجي سيرفيسز”، أن السوق تشهد تقلبات متكررة مع موجات ارتفاع مؤقتة وتصحيحات حادة، مع تداخل عوامل المخاطر الجيوسياسية والطلب الموسمي على النفط، مما يخلق حالة من التوازن الحذر.

الأسواق تتفاعل مع تقلبات النفط وظهور علاوات المخاطر الجيوسياسية

سرعان ما بدأت أسواق الخيارات النفطية بتسعير الزيادات المحتملة في المخاطر، حيث تداولت خيارات الشراء بعلاوات طفيفة مقابل خيارات البيع، مع توقعات بأن تعود الأسعار للارتفاع فوق 70 دولاراً للبرميل. وتتبع المستثمرون بدقة تأثير الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية، والتي تستهدف تقليل عائدات موسكو النفطية، تمويلاً لحربها، مع تسجيل حريق في مستودع نفطي تابع لـ”ترانس نفط” نتيجة الحطام في ميناء نوفوروسيسك، تم السيطرة عليه بعد جهود واسعة للطوارئ.

الاستدامة في شحن نفط كازاخستان والدور الروسي

أكدت كازاخستان استمرارها في شحن النفط رغم الهجمات الأخيرة، مع تواصل مستمر بين وزارة الطاقة ومشغل خطوط الأنابيب الروسي “ترانس نفط” لمتابعة مستجدات البنية التحتية. ويأتي ذلك بعد استهداف البنية التحتية لتصدير النفط في البحر الأسود، الذي تسبب بوقف مؤقت لعمليات محطة “شيسخاريس” ومرافق التحميل التابعة لـ”اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين”.

التوترات الأميركية ـ الفنزويلية وتأثيرها المحتمل على سوق النفط

في سياق التوترات الجيوسياسية، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في جنوب الكاريبي، مع وصول مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر. فورد” إلى المنطقة، وسط تقارير عن خطط لمناورات محتملة تستهدف فنزويلا العضو في “أوبك”. وتأتي هذه التحركات في ظل جهود واشنطن لمكافحة تهريب المخدرات وتأمين خطوط الإمداد النفطي الإقليمية، مما يضيف عوامل توتر إضافية إلى سوق النفط العالمي.