تراجع ملحوظ في الأسهم العالمية وسط تفاقم المخاوف وأسعار الذهب تشهد تقلبات حادة في الأسواق
الأسواق المالية العالمية تواجه هبوطاً حاداً مع تلاشي توقعات خفض أسعار الفائدة
تعرضت أسواق الأسهم العالمية لانخفاضات حادة يوم الجمعة، مع خيبة أمل المستثمرين إثر إعلان مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن موقف متشدد تجاه أسعار الفائدة، ما أحبط توقعات تخفيضها في ديسمبر، في ظل مخاوف متزايدة من تأثير فقاعة الذكاء الاصطناعي، وعدم اليقين الناتج عن نقص البيانات الاقتصادية عقب إغلاق الحكومة الأمريكية.
تراجع المؤشرات العالمية وسط مخاوف اقتصادية متعددة
شهدت أهم بورصات العالم من طوكيو إلى باريس ولندن خسائر كبيرة، حيث تصاعدت القلقات حيال الميزانية البريطانية المرتقبة، مما أضاف ضغوطاً إضافية على أسواق المملكة المتحدة، في وقت تومئ فيه العقود الآجلة للأسهم الأمريكية إلى افتتاح منخفض لوول ستريت. ويعود هذا التراجع إلى مخاوف تضخم مستمرة واستقرار نسبي في سوق العمل، وسط إشارة بعض صانعي السياسات الأمريكيين إلى تردد في اعتماد إجراءات تيسير نقدي جديدة، مما خفض احتمالية خفض أسعار الفائدة إلى حوالي 50% فقط في ديسمبر.
تأثير نقص البيانات الاقتصادية وضعف معنويات المستثمرين
زاد غياب البيانات الاقتصادية الإيجابية، نتيجة لإغلاق الحكومة الأمريكية، من حالة التوتر في الأسواق المالية، حيث أثيرت مخاوف بشأن تقييمات مبالغ فيها لأسهم التكنولوجيا، خاصة في ظل طفرة الذكاء الاصطناعي. وأكد جيريمي ستريتش، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية، أن الأسواق في وضع ترقب حتى صدور البيانات الاقتصادية المتأخرة، مع تراجع ثقة المستثمرين بسبب احتمالات خفض أسعار الفائدة والمخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
تأثير الهبوط على أسهم التكنولوجيا والأسواق الآسيوية
تراجعت أسهم شركات بارزة مثل بالنتر وأوريل بنسبة تصل إلى 15% خلال الأسبوعين الماضيين، كما انخفض سهم نفيديا المتخصصة في صناعة الرقائق بنحو 8%. وفي آسيا، هبط مؤشر (إم إس سي آي) للأسهم خارج اليابان بنحو 2%، في حين تراجع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1.8%، ومؤشر كوريا الجنوبية بنسبة 3.8%. كما تصاعدت المخاوف بعد تباطؤ النشاط الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين خلال أكتوبر، مما حد من تعافي الأسواق الصينية بشكل مؤقت.
توجهات السندات والدولار وسط حالة عدم اليقين
في سوق السندات، لجأ المستثمرون إلى سندات الخزانة الأمريكية كملاذ آمن، مع انخفاض عوائد السندات لأجل عامين إلى 3.58%، وارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.12%. بينما ميل الدولار الأمريكي نحو الانخفاض أسبوعياً، مع تحسن طفيف في قيمة الين الياباني بعد وصوله لأدنى مستوى في تسعة أشهر. وعلى صعيد العملات الأوروبية، لم يشهد اليورو تغيراً ملحوظاً مقابل الدولار، في حين تأثر الجنيه الإسترليني بشكل سلبي جراء تكهنات الميزانية البريطانية، حيث تراجع بعد تقارير عن تراجع خطط زيادة الضرائب قبل أن يستعيد بعض قوته.
تأثير الميزانية البريطانية على سوق السندات والأصول المالية
شهدت عوائد سندات الحكومة البريطانية ارتفاعاً حاداً قبل أن تنخفض قليلاً، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنسبة 6 نقاط أساس، مسجلة 4.50%. وتعليقاً على ذلك، وصف مارك إليس مدير الاستثمار أن الميزانية البريطانية كانت الأكثر تداولاً وتصنيفاً بسبب تسريباتها المتكررة ومخاوف الأسواق بشأن تأثيرها على الاقتصاد ومستويات الضرائب.
