سعر الذهب يرتفع بقوة خلال جلسة التداول ويتجه لتحقيق مكاسب ملحوظة للأسبوع المقبل

ارتفعت أسعار الذهب في بداية تعاملات يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، وسط ترقب المستثمرين لصدور بيانات اقتصادية جديدة قد تؤثر على توجهات الفائدة خلال الفترة المقبلة، مع استمرار الضغط على الدولار وازدياد الطلب على الملاذات الآمنة، مما يعزز مكاسب المعدن الأصفر.

وفق المتابعة الدقيقة لمنصة الطاقة المتخصصة في أسواق المعادن الثمينة عالمياً، تحسنت معنويات المستثمرين تجاه الأصول الآمنة خلال الساعات الأخيرة، بدعم من تراجع أداء الدولار بشكل نسبي، بالإضافة إلى تصاعد التوقعات بإمكانية خفض الفائدة الأميركية في ديسمبر المقبل، رغم التحذيرات والتصريحات الحذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.

تشير تحليلات السوق إلى أن أسعار الذهب تستفيد بشكل واضح من حالة عدم اليقين الاقتصادي، إلى جانب المخاوف المتعلقة بمعدلات التضخم ومستقبل السياسات النقدية، خاصة في ظل حساسية الأسواق العالمية لأي بيانات تصدر عن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أو مؤشرات سوق العمل.

قبل ذلك، شهدت أسعار الذهب تراجعاً بأكثر من 19 دولارًا أمس الخميس بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر لفترة طويلة.

أسعار الذهب اليوم: ارتفاع طفيف وسط ترقب سياسي واقتصادي

بحلول الساعة 07:40 صباحاً بتوقيت غرينتش (10:40 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة)، سجلت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 2025 ارتفاعاً بنسبة 0.3% لتصل إلى حوالي 4185 دولاراً للأونصة، في حين ارتفعت العقود الفورية بنفس النسبة لتبلغ 4183.31 دولاراً للأونصة، وفق بيانات منصة الطاقة المتخصصة.

واستمر الذهب في تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، مع ارتفاع إجمالي ربحه الأسبوعي إلى نحو 4.6%، تعزيزاً للطلب المتزايد على الملاذات الآمنة وسط حالة التوتر الاقتصادي.

تطورات الفضة والمعادن الثمينة الأخرى

شهدت أسعار الفضة الفورية ارتفاعاً بنسبة 1% لتصل إلى 52.82 دولار للأونصة، وصعد البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1586.80 دولاراً، فيما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2% مسجلاً 1429.80 دولاراً للأونصة.

في المقابل، انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات رئيسية بنسبة 0.38% إلى 99.16 نقطة، مما ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كأصل استثماري بديل.

تحليل أسعار الذهب: علاقة تراجع الدولار بارتفاع الذهب

يرى محللون أن صعود أسعار الذهب خلال الأسبوع الحالي يرتبط بشكل وثيق بتراجع الدولار الأميركي الذي يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية ثانية، مما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن ومنتج استثماري منخفض المخاطر.

يرجع الخبراء ضعف الدولار إلى تصاعد التوقعات حول احتمال خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في الفترة القادمة، على الرغم من الخطابات المتشددة التي صدرت من بعض مسؤولي البنك المركزي الأميركي.

توقعات الفائدة الأميركية وتأثيرها على أسعار الذهب

تشير تحركات الأسواق المالية في الولايات المتحدة إلى تراجع توقعات المستثمرين بشأن خفض الفائدة، حيث تسعّر الأسواق حالياً احتمال خفض بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 51% خلال الاجتماع المقبل، مقارنة بـ64% في الجلسة السابقة، وفق أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي إم إي.

يعكس هذا التراجع حالة عدم اليقين حول قدرة الاحتياطي الفيدرالي على الاستمرار في دورة خفض الفائدة، وهو ما يظل عاملاً مؤثراً على تقلبات أسعار الذهب.

العوامل السياسية وتأثيرها على الطلب على الذهب

يؤكد برايان لان، المدير العام لشركة “غولدسيلفر سنترال”، أن الذهب يستمد قوته في ظل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث لا يحقق عائداً مباشراً، مما يجعله خياراً مفضلاً خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع مستويات التضخم.

ويضيف لان أن بيانات سوق العمل الأميركية المتضاربة بعد خفضين متتاليين للفائدة خلال هذا العام تزيد من حالة الضبابية، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن الذهب كملاذ آمن.

كما أن التوترات السياسية، مثل إعادة فتح الحكومة الأميركية بعد إغلاق استمر 43 يوماً، ساهمت في تعزيز الطلب على الذهب بفعل المخاوف من تأخر صدور البيانات الاقتصادية خلال فترة الإغلاق.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب وسط تقلبات الأسواق

تشير التوقعات الأولية إلى احتمال استمرار ارتفاع أسعار الذهب إذا استمرت الضغوط على الدولار أو ظهرت مؤشرات واضحة على تخفيف السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي، في حين يمكن أن يشهد المعدن الأصفر تراجعاً محدوداً إذا اتجه البنك المركزي إلى تبني موقف أكثر تشدداً خلال الفترة المقبلة.