ارتفاع سعر الذهب عالمياً مع تصاعد ضغوط العقوبات والاضطرابات في أسواق النفط نتيجة العقوبات على روسيا

سجلت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً، مع تزايد المخاوف بين المتداولين بشأن تهديدات محتملة لإمدادات النفط الروسية، نتيجة العمليات العسكرية الأوكرانية والعقوبات الأميركية المتشددة، ما حد من تأثير مؤشرات تخمة النفط العالمية المتنامية.

وصل خام برنت إلى مستوى فوق 64 دولاراً للبرميل، مسجلاً قفزة تصل إلى 3% في بداية التداول قبل أن يتراجع قليلاً، فيما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من حاجز 60 دولاراً، مع ترقب الأسواق لتطورات إضافية.

وكشفت السلطات المحلية عن تعرض ميناء نوفوروسيسك، أحد أهم الموانئ على البحر الأسود المشرف على شحنات النفط الروسية وصادرات كازاخستان، لهجوم واسع بطائرات مسيّرة استهدف مستودعات النفط وسفينة في الميناء، مما يزيد الضغوط على سوق النفط الروسي.

عقوبات أميركية وتهديدات عسكرية تُثقل كاهل إنتاج النفط الروسي

فرضت واشنطن مؤخراً عقوبات جديدة على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل” الروسيّتين، بهدف إحكام الخناق على إيرادات النفط الروسية الممولة للحرب، ومن المقرر أن تدخل هذه القيود حيز التنفيذ خلال أيام، في ظل تحذيرات وكالة الطاقة الدولية التي تعتبر هذه التدابير تهديداً “كبيراً” لإنتاج النفط الروسي.

على الرغم من الارتفاع الأخير، إلا أن خام برنت لا يزال منخفضاً بنحو 14% منذ مطلع العام، نتيجة توقعات حدوث تخمة في الإمدادات النفطية مع عودة دول “أوبك+” لتشغيل الطاقة الإنتاجية المتوقفة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج لدى دول خارج التحالف.

تأثير الهجمات الأوكرانية والعقوبات الجيوسياسية على سوق النفط

يرى الخبراء مثل جون دريسكول من “جيه تي دي إنرجي سيرفسيز” أن السوق يشهد تقلبات وانعكاسات مؤقتة متبوعة بتصحيحات حادة، وأن كل من الهجمات الأوكرانية على المنشآت النفطية الروسية، والعقوبات، وعدم اليقين الجيوسياسي، بالإضافة إلى تراجع الطلب نهاية العام، كلها عوامل مشتركة تحد من موجات التصحيح السعرية.

الضربات المستمرة على مصافي النفط الروسية وآثارها

تتواصل الضربات الجوية الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية، بما في ذلك الموانئ ومصافي التكرير الحيوية، في محاولة للحد من عوائد النفط الروسية، وسط توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن آثار هذه الهجمات ستواصل الضغط على مصافي النفط الروسية حتى منتصف 2026.

التوترات العسكرية وتأثيرها على إنتاج النفط في فنزويلا

في سياق متصل، تزايد القلق حول فنزويلا العضو في “أوبك” بعد تحركات مجموعة حاملة طائرات أميركية قرب سواحلها، وسط تقارير عن دراسة خيارات عسكرية محتملة من قبل الإدارة الأميركية، مما يضيف مزيداً من الضبابية إلى أسواق النفط العالمية.

زيادة الإمدادات النفطية وضعف النمو الطلبي يهددان التوازن العالمي

رفعت وكالة الطاقة الدولية مؤخراً توقعاتها لحجم الفائض النفطي العالمي، مع استمرار تحالف “أوبك+” في زيادة الإنتاج، حيث تجاوز العرض العالمي الطلب في الربع الثالث، محطماً توقعات سابقة تشير إلى عجز في الإمدادات، وهو ما ظهر بوضوح من خلال الارتفاع الكبير في مخزونات النفط الخام الأميركية لأعلى مستوى منذ يونيو، وتراجع الفجوات السعرية بين عقود خام غرب تكساس المستقبلية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *