ارتفاع سعر الذهب في سوريا يسجل تحسناً إقليمياً ودولياً بينما لبنان يشهد تراجعاً كبيراً بأسعاره

سعر سوريا يرتفع إقليمياً ودولياً وأما لبنان فـ “تكسير أسعار”…

نادر: إذا كانت الدولة اللبنانية غير قادرة فمن المُفتَرَض أن تتحدث وتعرض العقبات

 

أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”

 

نجح الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في إعادة صياغة مكانة سوريا على الساحة الإقليمية والدولية، حيث لم تقتصر إنجازاته على تغيير النظرة الغربية، بل تعدتها إلى إعادة تسويق سوريا كشريك فاعل وهام في منطقة الشرق الأوسط، مما يعزز من موقعها الإقليمي والاستراتيجي، ويجعلها محور اهتمام في العلاقات الدولية، بما في ذلك تعاون ثلاثي بين الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، بالإضافة إلى إعادة تعريف طبيعة العلاقات مع إسرائيل. هذه التطورات المتلاحقة تظهر ارتفاع قيمة سوريا على الساحة الإقليمية والدولية بشكل ملحوظ.

تفاوت تأثير مكانة سوريا على لبنان ومسارات الملفات العالقة

مع تصاعد أهمية سوريا إقليمياً، ينعكس ذلك سلباً على سعر لبنان السياسي والدبلوماسي، خصوصاً في الملفات الحساسة بين البلدين، كقضية اللجوء السوري إلى لبنان، والسجناء السوريين في لبنان، وملفات الاغتيالات والاختفاء التي تورط فيها نظام الأسد، فضلاً عن الترتيبات الأمنية المشتركة. هذا التفاوت يعكس حالة واضحة من تراجع مؤثر في قدرة لبنان على فرض حضور فعّال على طاولات الحوار الإقليمي، ويعزز من جمود الملفات المشتركة، ما يفاقم المشاكل الداخلية في لبنان ويضعها تحت ضغط متزايد.

غياب لبنان في المحافل الإقليمية والدولية وتأثيره على دوره السياسي

أوضح الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أن “سعر الدولة اللبنانية ينخفض بشكل كبير في ظل الجمود السياسي والاقتصادي المستمر في الداخل”، مشيراً إلى غياب لبنان المتكرر عن الاجتماعات والقمم الإقليمية الهامة، مثل قمة شرم الشيخ، ما يعكس أزمة فقدان الدور والتمثيل الفعّال له. وأضاف أنه في ظل الوضع الراهن، لم توجه الولايات المتحدة دعوات رسمية لمسؤولين لبنانيين، لافتاً إلى أن هذا دليل على أن لبنان غير مستعد ولا قادر على المضي قدماً وفق الترتيبات الإقليمية والدولية المتوقعة.

التحديات التي تواجه حصر السلاح ودور لبنان في استعادة السيادة

بيّن نادر أن الاهتمام الدولي يتركز حالياً على سوريا، كونها تحرز تقدماً ثابتاً في علاقة متبادلة مع الدول الإقليمية والعربية، وتلعب دوراً محورياً كشريك أميركي وداعم لمحاربة الإرهاب واحتواء الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران. أما لبنان، فيرى أن التجاهل الدولي له يتعلق بحالة العجز في ضبط السلاح المنفلت، إذ تحاول الدولة اللبنانية تأجيل إنجاز مهامها الأمنية تحت ذريعة الاحتلال الإسرائيلي والتهديدات جنوب لبنان، رغم إمكانية فرض السيطرة على السلاح في مناطق أخرى مثل الضاحية الجنوبية وشمال الليطاني. ويؤكد أنه إذا عجزت الدولة اللبنانية عن تنفيذ هذا الدور، عليها إعلان ذلك بوضوح وشرح العقبات، ما يفتح المجال أمام العمل على حلول سياسية وأمنية تستجيب للمصالح الوطنية.

نشهد اليوم مرحلة حرجة في السياسة اللبنانية الإقليمية والدولية، تتطلب موقفاً صريحاً وواضحاً من السلطات اللبنانية، بين تعزيز السيادة الوطنية وتحقيق الاستقرار الداخلي، وبين القدرة على مواكبة التطورات المتسارعة التي تشهدها سوريا والمنطقة بشكل عام.