سعر الذهب يرتفع بقوة ويصل لأعلى مستوى خلال ثلاثة أسابيع مدفوعًا بتقلبات السوق العالمية

ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 97 دولارًا بنهاية تعاملات الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، مسجلة أعلى مستوياتها خلال 3 أسابيع، في ظل تصاعد المخاطر السوقية وتوقعات تخفيض سعر الفائدة الأميركية.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة لحركة أسواق المعدن الأصفر عالميًا، جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة المخاوف الاقتصادية وتراجع التفاؤل الأولي بشأن خفض الفائدة الفيدرالية في ديسمبر/كانون الأول، وذلك مع صعود الدولار وتزايد الحذر في الأسواق المالية.

أغلقت أسعار الذهب الأسبوع الماضي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني على مكاسب قدرها 25 دولارًا، حيث سجلت العقود الآجلة 4015 دولارًا للأوقية، قبل أن تشهد قفزات أكبر خلال الأسبوع الحالي.

أسعار الذهب اليوم وتحركات المعادن الثمينة

أنهت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول 2025 الجلسة على ارتفاع بنسبة 2.4% أو ما يعادل 97.3 دولارًا، لتبلغ 4213.60 دولارًا للأوقية، بينما صعدت أسعار التسليم الفوري بنسبة 1.73% إلى 4198.23 دولارًا للأوقية حسب تتبع منصة الطاقة المتخصصة.

بجانب الذهب، شهدت أسعار الفضة الفورية ارتفاعًا بنحو 4.42% لتصل إلى 53.48 دولارًا للأوقية، كما قفز البلاتين الفوري بنسبة 1.74% إلى 1612.48 دولارًا، وصعد البلاديوم الفوري بنفس النسبة إلى 1469.65 دولارًا للأوقية.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة طفيفة 0.05% ليسجل 99.49 نقطة، مما يعكس تقلبات متوازنة في قيمة العملة الأميركية أمام العملات الرئيسية.

توقعات السوق وتحليل أسباب ارتفاع سعر الذهب

يترقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية جديدة خلال الأسبوع لتحليل احتمالات السياسة النقدية المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما أدى إلى تداولات حذرة مع انتظار مؤشرات واضحة حول خفض الفائدة وتأثيرها على الطلب العالمي على المعادن النفيسة.

ولم تتراجع أسعار الذهب، التي ارتفعت بأكثر من 2% منذ بداية الأسبوع، إلا في تصحيح طفيف يعكس تصاعدًا قويًا سابقًا، مع دعم قوي من توقعات تخفيض الفائدة الأميركية وضعف العوائد الحقيقية على السندات.

أثر الدولار والعوائد الحقيقية على أسعار الذهب والفرص المستقبلية

أكد تيم ووترر، كبير المحللين في “كيه سي إم تريد”، أن الانخفاض في الدولار كان الدافع الأساسي للمكاسب الأخيرة للذهب، وأن أي انتعاش في العملة الأميركية قد يؤدي إلى تراجع مؤقت في المعدن الثمين.

وأشار إلى أن استمرار انخفاض العوائد الحقيقية يفتح المجال أمام الذهب للارتفاع نحو مستويات أعلى على المدى المتوسط، مع بقاء السعر فوق 4100 دولار للأوقية.

مؤشرات خفض الفائدة ودور مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تحريك الأسواق

تشير بيانات “سي إم إي فيد ووتش” إلى احتمالية 68% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، مقارنة بنسبة 64% في الجلسة السابقة، مما يعزز توجهات صعود أسعار الذهب في المستقبل القريب.

وفي سياق متصل، أشار عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ستيفن ميران، إلى أن خفضًا أكبر قد يكون مناسبًا في ديسمبر، في ظل تباطؤ التضخم وارتفاع معدلات البطالة، ما قد يدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن.