تراجع ضغط على أسعار الذهب مع انتعاش الأسواق عالميًا وترقب هام لإعادة فتح الحكومة الأمريكية
•سجل الدولار الأمريكي انتعاشًا ملحوظًا في سوق العملات الأجنبية•يركّز مجلس النواب اليوم على التصويت لإعادة فتح الحكومة الفيدرالية•السوق يترقّب مؤشرات جديدة تخص احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية
شهدت أسعار الذهب في السوق الأوروبية تراجعًا يوم الأربعاء، متخلّيةً عن أعلى مستوى سجّلته خلال ثلاثة أسابيع، في طريقها نحو أول خسارة خلال أربعة أيام، متأثرة بعمليات تصحيح وجني أرباح، إضافةً إلى ضغوط انتعاش الدولار الأمريكي مقابل العملات الأجنبية.
تحركات أسعار الذهب وتأثير الدولار الأمريكي على السوق
تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.7% لتصل إلى 4,098.93 دولار للأونصة، بعد افتتاحها عند 4,127.06 دولار، مع تسجيل أعلى مستوى عند 4,145.62 دولار خلال جلسة التداول، بينما اختتمت جلسة الثلاثاء زاخرة بارتفاع بنسبة 0.3%، مستفيدةً من الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادية.
في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% يوم الأربعاء، مدعوماً بعمليات انتعاش من أدنى مستوياته خلال أسبوعين، ما عزز قوة الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، خاصة في ظل توقعات انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
دور مجلس النواب في إنهاء الإغلاق وتأثيره على الأسواق
يتجه مشروع قانون إعادة فتح الحكومة الأمريكية للنقاش اليوم في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بعد تمريره سابقاً في مجلس الشيوخ، وسط إصرار رئيس المجلس “مايك جونسون” على إقراره وإرساله للتوقيع ليصبح قانونًا نافذًا، الأمر الذي يعزز ثقة الأسواق ويقلل من حالة عدم الاستقرار المرتبطة بالإغلاق الحكومي الأطول بتاريخ البلاد.
توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية ودورها في تحركات الذهب
أشار محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، “ستيفن ميران”، إلى أن خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس في ديسمبر قد يكون مناسبًا، مع تراجع التضخم وارتفاع معدل البطالة، فيما تسعّر أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME احتمالات خفض الفائدة بـ64%، مقابل 36% للإبقاء على الأسعار دون تغيير، وينتظر المستثمرون تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية القادمة لتحديث توقعاتهم.
تحليل أداء الذهب وتوقعات الأسعار في الأسواق العالمية
يؤكد المحلل “جيوفاني ستونوفو” من بنك يو بي إس على انتظار وضوح أكبر بشأن الإغلاق الحكومي واستئناف صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية، متوقعًا استقراراً مؤقتًا للذهب قبل استمرار المسار الصعودي، معبراً عن ثبات الاتجاه الهيكلي لأسعار الذهب.
بدورها، أشارت مذكرة بحثية من بنك ANZ إلى اختراق الذهب لمستوى المقاومة عند 4,050 دولار للأونصة، مؤكدة استمرار الزخم الصاعد مع توقع مقاومة تالية بين 4,160 و4,170 دولار، حيث قد يؤدي تجاوز هذا النطاق إلى اختبار المستوى القياسي عند 4,380 دولار.
أما مجموعة جي بي مورغان، فقد توقعت أن يكون البنوك المركزية والمستهلكون مشترين موثوقين في فترات الهبوط، مع توقع تجاوز أسعار الذهب عتبة 5,000 دولار للأونصة بحلول الربع الرابع من عام 2026، مما يعكس توقعات قوية لاتجاه الذهب على المدى الطويل.
حيازات الذهب في صندوق SPDR وتطور محتمل في السوق
شهدت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب عالميًا، زيادة بنحو 4.3 طن متري يوم الثلاثاء، لترتفع إلى 1,046.36 طن متري، وهو الأعلى منذ 24 أكتوبر الماضي، مما يعزز مؤشرات الطلب المتزايد على المعدن النفيس كأداة تحوط واستثمار.
نظرة فنية على سعر الذهب وتحليل التوجهات المستقبلية
يظهر سعر الذهب إشارات إيجابية جديدة، مع توقعات استمرار الزخم الصعودي خلال جلسات التداول المقبلة، مدعومًا بتحسن ظروف السوق الدولية وانتعاش الطلب، مع متابعة دقيقة للمستويات الفنية التي ستحدد اتجاه الأسعار في الأيام القادمة، مما يجعل الذهب خياراً بارزاً للمستثمرين الباحثين عن استقرار أرباحهم وتحصين محافظهم الاستثمارية.

تعليقات